الصغير كما الكبير هناك/ عــادل عطيــة



 
في ليلين :
ليل الكون .. وليل البغي الطويل .
جاء عدو الحياة ،
وأعوانه المردة القساة .
دخلوا : بيت الخبز ..
كذئاب خاطفة جوعى ،
تئن شرايينها عطشى حتى آخر قطرة في طفل وليد .
أخذ الشيطان سيفه المسلول ذو الحدين :
حد الشر .
وحد الموت .
أعطاه لتلميذه : هيرودس ، الذي يقعى على بوابة قصره .
آمراً إياه :
إجعل من هذا البيت ..
تاريخاً : للفراق .. للدموع .. للموت ...
وللوقت :
يأتي من مقصلة الرامة :
صوت راحيل .
وصوت هدير الدم الأحمر .
يعبر عبر البحر الأحمر ..
تقدمة مثلى على مذبح دقليانوس ،
الكائن فوق برج الصمت .
كان النسر الروماني يرفرف جذلاً ..
حين أقسم دقلديانوس ،
بإله الموت :
أن يجعل من ينابيع الدم القاني : نهراً ممتداً كالنيل .
يعلو فوق فيضان النيل .
لكن دقلديانوس ،
لم يعلم :
أن أولاد راحيل ..
كانوا نبت الغد .
زرعوا في أرض المجد : بذرة نيروز ..
في بدء ملكوت الله الأرضي .
تثمر في قلب شهيد ،
حمل صليباً ممتداً وثقيلاً من دم الدم ..
حتى طرحت :
.. زكريا الطفل .
.. أرسانيوس .
.. قرياقص .
.. وبونتيكوس .
وطرحت :
.. شورة الصبي .
.. وأغابي .
.. وهلبيس .
.. وأجنيس .
وطرحت :
.. شنوسي .
.. وأبانوب .
.. وبيستس .
وألف شهيدة وشهيد على أرض مصر .
وطرحت :
عيد ..
يحمل وجه المجد السامي .

CONVERSATION

0 comments: