إِلَى مَتَى هَذَا الْعَبَثُ؟/ رحيمة بلقاس
اَللَّيْلُ فِي الدُّرُوبِ تَنَاثَرَ
اَلصَّمْتُ فِي الطُّرُقِ انْتَشَرَ
خَيَّمَ الْجُمُودُ وَ الْخَوْفُ تَبَعْثَرَ
خُطُوَاتُنَا تَتَهَادَى وَئِيدَة
خَلْفَ جِدَارِ الأَكْوَاخِ الْكَئِيبَة
شّمْعَةُ تَتَرَاقَصُ خَافِتَة
تَتَمَايَلُ مَعَ الرِّيحِ خَائِفَة
دُمُوعُهَا عَلَى جِسْمِهَا سَائِلَة
كَأَنَّنِي لِأَنِينِهَا سامعة
حُبٌّ فِي الصَّدْرِ تَحَجَّر
وَهَمْسٌ فِي الْحَلْقِ تَعَثَّر
ظَلاَمٌ بَيْنَ الْجَوَانِحِ تَكَوَّمَ
أَضْوَاءٌ الْقَمَرِ تَبْتَسِم
وَالنُّجُومُ تَسْبَحُ وَتَتَرَنَّمُ
لَكِنَّ الْقُلُوبَ تَتَأَلَّمُ
عَيْنِي تُرَاقِبُهُمْ وَتُجَادِل
إِلَى مَتَى هَذَا الْعَبَث ؟
نَسْمَعُ آهَاتِ مَخْنُوقَةٍ
وَصَرْخَةٍ مَبْحُوحَةٍ
غصَّةٌ بِالْحَنَاجِرُ مَكْتُومَة
دَاسَتْهَا حَوَافِرٌ مُدَنَّسَة
الأَصْدَاءُ تَتَصَدَّى مُتَحَدِّيَّة
بَرَاكِينٌ الأَنِينِ مُتَفَجِّرَة
هَشِيمُ الْمَوَاقِدِ تَحْتَ
الرَّمَادِ جَمَرَاتٌ مُشْتَعِلَة
لَظَى تَحْتَ التِّبْنِ مُتَّقِدَة
تَعَالَتِ الرُّؤُوسُ مُشْرَئِبَّة
بِحَقِّهَا فِي الْعَيْشِ مُطَالِبَة
فِي أَسْفَلِ الْهَرَمِ مُقِيمَة
كَذُبَابِ ضَاعَ بِمَزْبَلَة
فِي ظِلِّ الْقَشِّ مُحْتَمِيَّة
الْحُقُولُ وَالرَّوَابِي مُخْضَرَّة
اَلأَشْجَارُ زَاهِرَةٌ مُثْمِرَة
وَالأَحْشَاءُ بِالْمَجَاعَةِ مُمَزَّقَة
تَمُوتُ الْمَدَائِنُ مُنْتَحِبَة
لِتَظَلَّ الْكَرَاسِي مُتَحَرِّكَة
فِي ثرَائِهَا مُتْرَفَة
بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ مُخَلَّدَة
هَذِهِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَة
خُلِقْنَا لِنَكُونَ تَفْرِقَة
اَلرَّعَاعُ فِي الْحَضِيضِ
غَرِيبَةٌ أٌمُورُنَا مُحَيِّرَة
اَلْفَقِيرُ يَشْتَرِي الأَغْذِيَّة
الْمَلْبَسَ وَ الْمَسْكَنَ وَ الأَدْوِيَّة
يُؤَدِّي ثَمَنُ الْحَيَاةِ الْمُضْنِيَّة
وَ النُّبَلاَءُ فِي الْقِممِ
هَدايَا وَ هِبَاتٍ وَقِنَان
عِلاَوَاتٍ وَ تَرْقِيَّاتٍ مُنَزَّلَة
وَ خَيْرَاتٌ تُمْنَحُ هَكَذَا
بِلاَ مُقَابِل ولاَ أَداءِ ضَرَائِب
فِي عِيشَةٍ رَاضِيَّة
عَلَى سُرُرٍ مَفْرُوشَة
لَصِيقَةٌ بِأَجْسَادِ مُهْتَرِئَة
وَعُرُوشٍ وَتِيجَانٍ مُذَهَّبَة
تَنْقَلِبُ تَعَابِينَ قَاتِلَة
وَكَرَاسِيَ خَوَازِيقَ مُسْتَوْرَدَة
مِنْ غَرْبٍ غَدَا لَهُمُ قِبْلَة
سلا \ المغرب
0 comments:
إرسال تعليق