خطاب الحرف للوطن والإنسان/ المختار لعروسي البوعبدلي الجزائري
حرفي مكفهر .
يختبئ خلف الجدار.
لعله ينفض بذلك الغبار.
ناسيا بأنه السجين .
بكذب القرار.
يحمل في حلمه منابر الأحرار .
ويستفيق في صرخة السّجان...
ستطفؤ الأنوار .
"لكنه من شدة الأرق."
يستجدي فيه سِنة .
ليهجر الزنزانة.لعالم الأسفار.
يستعيد ذكرياته القديمة.
لعلها تؤنسه .
فلا جديد للأخبار.
حرفي مكفهر .
لأنه مقيّد .بنحرها الأرحام ...
لتسفك دماؤها ...ستون حصة ...
لكنه في عدِّه يغفل عن سبعة أصفار.
بلا خيار لا خيار ...
أولهم يقول :
أنا الأسد أو يحرق الإنسان والبلد.
لأنها الزهراء تختم بسرها ناصية ...
لترسل لنار أو هي جنة تُزار ..
لأنها الزهراء أم الحسين ننوح عن وفاته ...
بل قتله الذي بأول القرون ...
راياته مبعثرة ملطخة من دم ...
أو كل من عاد الجنون ...
وآخر يقول:
أنا الطبيب الحاذق المختار .
لأنني سأفصل رؤوسكم .
وأسجن الأحرار.
واقتل القتل الرجيم عفوا رحيم.
كل الرجال والنساء والصغار.
وآخر يقول :
احملوا سلاحكم ودافعوا عن أرضكم.
لأنهب أموالكم وأقتل رجالكم ...
وأستبيح كل امرأة جميلة ... أُفخذ الرضيعة ...
لأنني الوصي عن أرواحكم.
وآخر يقول :
سأحشد الجموع ...
فحشدنا مؤيدٌ مؤيدًا مؤيدٍ بالله والإمام ...
من كربلاء ليمن لبناننا وشام .
وآخر يقول :
سأضرب ظهوركم .واسلب أموالكم .
انتهك أعراضكم ...أنا أنا ...
أنا أمير المؤمنين بأرضكم.
فلتدفعوا ضرائبي ...
عن كل قولة وعن دياركم ..ومشيكم وأكلكم ...
وكل ما لم يخطر بالبال ...
لا تسمعوا أو اسمعوا ...
فلا يهم أمركم لأنني الوصي والأمير ...
وآخر يقول :
يا أبناء جلدتي .
أريد سلمكم .أريد أمنكم لأنه الخيار.
آمركم ........
لا تنتجوا الحاجات .
لأنني المستخرج الموزع ... فاستهلكوا الأعمار .
ورسخوا وجودكم بكل مفردات الانبطاح .
أو إنني أشرد الجميع أجوّع الجميع .
وأجعل الأنثى تحكم من غير عدة الطلاق .
وأجعل أرملة لا حزن منها للفراق.
وأجعل الشّيب والوليد عبرة لكل حامل الأفكار .
وأجعل الحرية سجينة الفرار .
والخبز أعطيه لمن أقول بأنهم أخيار .
لأنكم أشرار. فأنتم الأشرار .
لأنكم ... تؤمنون بأنه لكل منكم دورا من الأدوار ...
وتطمعون وتطمحون للصعود في سلم الأحرار والأبرار .
فلتعلموا ...
إما موتكم . أو تقبلون ركوبكم قطار .
فلستم سواسية ...
في حكمنا بحكمنا قولا وفعلا والقرار .
وآخر يقول :
إنما القداسة لكل نقل فائت .
فغيبوا العقول والفهم والإبداع والبِدار ...
فإنهم ما أخطئوا ولو بنصف حرف ...
كأنهم من أنبياء الله وأنه ما خُتمت نبوة ...
هو التجديد يا إخوةً في الله ...
كفر بواح وكفر بالقضاء والأقدار ...
وآخر يقول :
ولينا علي...إلهنا علي...
والله أخطأ أن شارك عليا في القرار ...
فكل شيء يعلمه علي. الغيب والأسرار والإسرار ...
ولاية تكوين . ولاية سياسة . ولاية للدين ...
فعطلوا تأملا وعطلوا التفكير ...
فكل شيء من علي ملك وخلق وكذا التدبير...
وآخر يقول :
هل يوجد إله ...
أراكم في غفلة عن واقع جميل .
فلترضوا كل شهوة ...
واجعلوا عقولكم تعيش في صنعنا الأنوار ...
فما الحياة إلاّ مرة وبعدها اندثار.
يقول كل لحظة من خالف ...
فإنه يعيش في ظلام دامس ...
لا لن يعرف اشراقة النهار .
وآخر يقول :
دمقرطِ الأفكار ...
بشرط أن تكون نخبة نختارها صاحبة القرار ...
فأغلب العباد كأنهم بل إنهم بيادق ...
لا يفقهون غير فتوة الإمام ...
ونحن أهل علم ذا الزمان .
فعندنا لا توجد مكانة لمن ...
يدعون أن الله واحد قهار ...
لكنني يا سادتي ...
أومن أن كل هذه الأفكار ... نتاج شهوة ...
يحدثها الغرور ...
والنفس حين تركب مراكب الإنكار .
والعقل حينما يخوض مرجعه للنفس وكله إصرار ..
يُغيِّب القلوب من نقاءها ...
فتُحدث تلكها بكلها الأشياء فواجع الأضرار ...
يا سادتي .
هل تعلمون أن ديننا علم حاجة ضرورة ...
طريق حق يسلكه الإنسان ...
هل تعلمون أنه تكامل يحمله الزوجان ...
بالروح ذلك الشعور وظيفة وجود عبادة الرحمن ...
وأنَّما الحياة بعلم دنيانا الذي يخدم ...
الإنسان والمكان والزمان ...
فهكذا الصلاة والزكاة تكامل الزوجين ...
ما طلب التكامل صكا به الغفران ...
يا سادتي .
أومن أن ديننا بسيط ...
أقرؤه بكل قلب خاشع ...
افهمه بكل عقل ناصع ...
آمنت أنه التنزيل يقول : يا مدكرا ...
هلاّ اتبعت هذه الأذكار ...
من أصله بلغة التنزيل .
وسنة لا تنطق عن الهوى ...
هلاّ ابتعدتم سادتي عن ذلك التأويل ...
بل عن تفرع التأويل من تأويل ...
يا سادتي .
هكذا الحرف يقول :
إذ يصرخ الحرف السجين ...
" عابرون في كلام عابر"
يلعنكم تاريخكم ... بلعنة الإنسان ...
وتهبطون في عوالم النسيان .
لأنني وإن سُجنت خالدا ...
أحمل كل قيم الجمال ...
أوزع الآمال على أكف الزهر لتكتب حضارتي ...
حضارة الإنسان...
حضارة الإنسان...
حضارة الإنسان...
