لما حضنتينى/ د. مصطفى راشد

لما حضنتينى  --- شعُرتُ بالدفء والعطف والأمان
لما حضنتينى --- عشقتُ الزرع والأرض والمكان 
ونسيت كل الظلم والقهر  والبطش من بنى الإنسان 
لماحضنتينى -- إمتلكتُ الكونَ والإنسانَ والحيوان
لما حضنتينى تنسمتُ كل الورود والعطور والريحان 
وأنتشى جسدى  وعدتُ إلى ريعان الشبابَ ومرح الصبيان
لما حضنتينى عرفتُ معنى دخول الجنةَ من بابِ الريان 
لما حضنتينى تمنيتُ على الله  أن ينسانا الموتَ والزمان
فأنتِ  جنة الخلدِ  والعدل  والإيمان  ورحمة الرحمان
لما حضنتينى -- عرفتُ معنى الحب والطهر والحنان
لما حضنتينى -- إرتوى قلبى النبيل الحزين العطشان
من نبع قلبك الصافى الدافى  سر أكسير الزمان
لما حضنتينى -- أكتشفتُ أنه لم يكن قبلكِ أحضان
لماحضنتينى -- أبصرتُ بعد أن كنتُ من العميان 
فرأيتُ جمالاً  أقوى  وأجمل  من ريشةِ الرسام
لماحضنتينى -- عرفتُ معنى المتعة والعفة  والعصيان
لما حضنتينى --  صار عِشقُكِ نوعً من التعود والإدمان 
البرءُ منهُ -- يستعصى  على كل الحكماء  والأطبا والخلان
لما حضنتينى إرتعش  قلبى الأخضر النادى الراضى  الولهان
لما حضنتينى -- شعرتُ بسعادةً ونشوةً لم أعرفها مع الأيام
فالقربُ منكِ متعةً -- لاتُدانيها كنوز الأرضِ ومُلك سليمان  
لما حضنتينى – نسيتُ وتناسيت أمر الشرع من الحلِ والحرام 
وإستسلمتُ راضياً عابداً تقياً -- لقضاءِ الله وقدر الإنسان 
لما حضنتينى  زال عنى المرض والضعف والهدوء والأوهام
وعدت قويا عصياً  متمرداً على حرمان  القدر وضرباتُ الأيام  
وإنتفض قلبى وعاد كالأسد من دارِ الأموات للحياة  والأحلام
فَهَلاَ فعلتيها أُخرى كى تطيلى عمرى الذى أصبح فى خبر كان
أم تتركينى فريسةً سقيمً -- يقضى عليه مرض العشقَ والحرمان
                           Email: - rashed_orbit@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: