في خطاب القسم قال الرئيس ميشال سليمان إن حضن الوطن اللبناني يتسع للجميع ووعد بالعمل على تأمين عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 حيث كانوا اجبروا على ترك وطنهم الغالي الذي دافعوا عنه وافتدوه بأرواحهم طوال 25 سنة في ظل غياب كامل للدولة اللبنانية عنهم وعن منطقتهم الحدودية.
في العام ألفين اجبر هؤلاء الأبطال والشرفاء والمقاومين والصامدين والمؤمنين على اللجوء إلى إسرائيل من جراء تهديدات علنية بالدخول إلى مخادعهم وقطع أعناقهم وبقر بطونهم، تهديدات سافرة ووقحة وإرهابية ومتلفزة أطلقها السيد حسن نصرالله والعديد من القياديين في حزب الله.
مع عودة عائلة الشهيد عقل هاشم إلى وطن الأرز، نطالب فخامة الرئيس سليمان أن ينفذ وعده ويعيد أهلنا هؤلاء قبل نهاية ولايته، خصوصاً وأن الظروف اليوم هي أفضل بكثير لجهة حريته والهامش المتوفر له في اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن، كما هي حال مواقفه الوطنية المشرّفة والشجاعة في ما يخص الحرب السورية والتعديات التي يقوم بها جيش النظام السوري على الأراضي اللبنانية.
مما لا شك فيه أن فخامته وهو ابن المؤسسة العسكرية يعرف أكثر من غيره أن أهلنا اللاجئين في إسرائيل هم وطنيون بامتياز ولم يتخلوا يوماً لا عن هويتهم ولا عن تعلقهم بأرض وطنهم، وطن الأجداد والقداسة، وهم وقفوا بقوة وبشجاعة منقطعة النظير في وجه كل المجموعات المسلحة المارقة والهمجية والإرهابية والأصولية التي تطاولت على السيادة اللبنانية وجعلت من أرض الجنوب تحديداً ساحة لحروب غير لبنانية حتى العام ألفين.
بضمير مرتاح وبفخر واعتزاز نقول إن الوطنية والعدالة تتطلب ودون أي تأخير أن تكون العودة مشرّفة لمواطنين شرفاء دون محاكمات أو إهانات. عودة بكرامة وعزة تتناسب مع عطاءات وتضحيات أهلنا الشرفاء هؤلاء.
ونعم هم من يحق لهم طبقاً لكل معايير العدالة أن يحاكموا كل من يُخوّنهم ويؤبلسهم ويطالب بمحاكمتهم كائن من كان.
ونعم هم من يحق لهم طبقاً لكل معايير العدالة أن يحاكموا كل من يُخوّنهم ويؤبلسهم ويطالب بمحاكمتهم كائن من كان.
بمحبة ودون مواربة نقول وبصوت عال إن قضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل هي قضية مقاومين شرفاء ووطنيين، ومصداقية كل مسؤول وسياسي ورجل دين وحزب في لبنان تعتمد على طريق تعاطيه مع قضيتهم، فكل من يُخوّنهم يُخوّن نفسه، وكل من يعمل من أجلهم يعمل من أجل الحق والحقيقة والعدل والعدالة، والأهم من أجل لبنان الرسالة والتعايش والقانون والعدل.
لقد حان الوقت لشمس الحقيقة أن تشرق، وللحق أن أن يعود إلى أصحابه وقد طال زمن العهر والكفر والتخلي والجبن. عهر من يدعون المقاومة والممانعة والتحرير، وكفر الأحزاب المسيحية تحديداً التي فضلت مصالح قادتها على مصلحة الوطن والمواطن وبلعت ألسنتها، والتخلي من قبل الكنيسة عن أبنائها، وجبن المسؤولين الخانعين.
وكم هم تافهين وجهلة وجبناء أولئك الذين لا يمكنهم أن يميزوا بين العميل والوطني. فالوطني وبامتياز هو ابن الشريط الحدودي الذي دافع عن أرضه وعرضه وهويته ولبنانه المقدس طوال 25 سنة في مواجهة الياجوج والماجوج وكل ارتال الأصوليين والمخربين رافضاً التخلي عن أرضه، أما العميل فهو الذي يدعي الوطنية والمقاومة والممانعة وتحت هذه الشعارات يقتل الشعبين اللبناني والسوري ويغتال السياديين ويقوم بعمليات إرهاب في العشرات من الدول القريبة والبعيدة، ويسرق ويتاجر بالمخدرات، ويزور الأدوية ويخطف الأطفال، ويبيض الأموال، وينهب الدولة اللبنانية وتطول القائمة. إن تهم العمالة مردودة لمطلقيها لأن أهلنا اللاجئين في إسرائيل هم الشرف بذاته، والوطنية بلحمها وشحمها، والرجولة بكل مكوناتها. هم أبطال فليخرس كل من يرميهم بتهمة.
مما لا شك فيه أن زمننا هذا هو زمن بؤس، ولكنه بإذن الله لن يدوم والأبطال من أهلنا اللاجئين في إسرائيل سوف يعودون إلى حضن وطنهم لأنهم أشرف من الشرف نفسه، ومقاومين قولاً وفعلاً وإيماناً. وفي النهاية لا يموت حق ووراءه مطالب، وأصوات كل الشرفاء من اللبنانيين لن نتوقف عن المطالبة بحقوق أهلنا هؤلاء قبل عودتهم معززين ومكرمين..
0 comments:
إرسال تعليق