نُشِر خبر تحت "أخبار عالمية" بعنوان "للمرة الأولى منذ 30 عاما تنفيذ حد القطع من خلاف في جريمة حرابة". منقولاً عن "الدستور الأصلي" الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣، هذا نصه:
"نفذ أطباء مستشفى (الرباط ) الجامعي بالخرطوم أمس الخميس عقوبة (القطع من خلاف) على مدان في جريمة حرابة بعد أن استنفدت كافة مراحل التقاضي وهي المرة الأولى منذ ثلاثين عاما التي يتم فيها تنفيذ هذه العقوبة بالسودان. وذكرت صحيفة (السوداني) أن المُدان كان قد قطع الطريق في مارس 2006 على عربة في طريقها إلى سوق بغرب كردفان بعد أن هددهم ببندقية كلاشينكوف كان يحملها وقام بنهب الركاب تحت تهديد السلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطباء المختصين نفذوا على المُدان عقوبة القطع من الخلاف عقب اتخاذ الاجراءات الطبية السليمة التي تتبع في مثل تلك الحوادث حيث تم قطع اليد اليمنى والرجل اليسري للمُدان, تنفيذا للحكم الصادر ضده من إحدى المحاكم الولائية قبل سنوات.
ويذكر أن آخر جريمة حرابة نفذ فيها حد القطع من خلاف بالسودان كانت في عام 1983, ومنذ ذلك الحين لم تصدر أية محكمة حكما مماثلا إلا في هذه الواقعة.
******
أولا أتساءل، أي نوع من الأطباء (بل من البشر) يقبل أن يقوم بمثل هذه المجزرة البشرية. لو طلب من جزارين تنفيذ هذه الجريمة على "بشر" لرفضوا. فكيف تأتي من مثقفين أعضاء في أعلى وأرقى مهنة إنسانية؟؟
ثانياً أقول، أي حكومة حكيمة مسئولة عن رعاياها تتبنى مثل هذه الأحكام ومثل تلك العقوبات الغير إنسانية وتطبقها على رعاياها ولو خالفوا القانون؟؟
ثالثاً أقول، لو نفذت تلك الوسيلة من العقاب في الناس (بعـــــدلٍ) في أي دولة في العالم، لتم تعجيز 99% على الأقل من الأحيـاء بها. لأنه لا يوجد إنسان في العالم جميعه بلا خطية. وهذه حقيقة.. فليس بارٌ ولا كاملٌ إلا الله عز وجل.
في مصر مثلا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يُقطع الطريق الزراعي والطريق الصحراوي والسكة الحديد اسبوعياً تقريباً، وتقطع الطرق على السيارات في أطراف المدن بل في الشوارع والميادين بوسط البلد ليلا ونهاراً، وتُخطف وتُسرق ممتلكات الناس بل وأطفالهم تحت تهديد السلاح. هذا علاوة على ما يغمر الساحة من قتل وخطف واغتصاب وتحرش جنسي ودعارة واعتداء واغتيال وتهجير وحرق وارهاب وسب وبذاءة وغيرها.
وفي مصر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تُسرق أرزاق الناس في المصالح الحكومية والشركات ومن أعلى مستويات المسئولين والموظفين إلى أدناها.. تسرق وتخطف الضروريات حتى الخبز والزيت والطعام والحريات والانتخابات والكراسي والمناصب.. بل والوطن ذاته.
كل هذه المساويء هي جرائم وفواحش بغيضة، مُبغَضة من الله والناس، ويجب ردعها بحزم ومجازاة مرتكبيها بعقوبات تناسب كل منها تبعاً لنصوص القانون العادل. أما العقاب بهذه الوسيلة التي جاءت بالخبر فليست قانونيــة.. بل ليست إلهيــة كما يظن الجاهلـون.
كيف يحكم على إنسان بالشلل المطلق مدى حياته؟؟ إن الشنق والإعدام أنجع لقمع الجرائم الكبرى كالقتل (لا السرقة كما جاء بالخبر)، وأرحم وأكثر إنسانية،.وأكرم للدولة وحاكميها ومواطنيها.
وكيف يَكتسب هذا الإنسان قوت يومه؟؟؟ وكيف يعول أسرته؟؟؟ وما ذنب أهله المسئولين منه؟؟؟ وكيف يخدم مجتمعه؟؟ بل كيف يعوله المجتمع وكيف تعوله الدولة وهي المسئولة عنه ما دام حياً وعن أسرته؟؟
وختاماً: أين عطف الله ورحمته ومحبته وغفرانه وحنانه في ذلك!!؟؟؟؟؟
ان هذه ليست عدالة وليست بعقاب قانوني.. بل إجرام سافر. إجرام إجرام إجرام لا يرضاه الله. نعم هو اجرام لا يقبله الله ولا يزكيه.ولا يوصي به. بل هذه وسيلة عقاب بدائيّ همجيّ بدويّ غوغائيّ غير حضري ولا يتمشى مع الإنسانية.
*****
أفيـــقوا يا بني مصر... هذه هي الشريــــعة!!!
هذه هي "الشريــــعة" التي يريد الوهابيون السلفيون والأخوان المسلمون والمتأسلمون والجهاديون تطبيقها على مصر الطيبة الحكيمة العاقلة العادلة المعتدلة، أم الحضارات وأم الديانات، والعميقُ عدلها وطيبتها وحكمتها من عمق تاريخ البشرية.
إفيقوا يا بني مصر..مسلمين ومسيحيين ومن بلا ديـــن... هذه هي "الشريــــعة" المطبقة في السودان وأفغانستان، والتي يسعون إلى تطبيقها في مصر دساً وعلناً.
أفيقوا واطردوا هذا الهوس الديني من مصر الكريمة فهو ليس فيه من الديــن ذرة، وليس فيه للـــه ذرة. بل هو محض بدائية وتخلف وشر لا يوجد حتى في الغابات ولا في طبيعة الحيوانات إلا المتوحش منها.. بل حتى المتوحش من الحيوانات لا يشل فريسته ويتركها مشلولة حية عاجزة!! فالشنق والإعدام (بالقانون العادل) للإنسان أهون من الشلل والتعجيز المطلق، وأكرم للدولة، وأرحم عند اللـه.. فالله رحمة ورأفة وشفقة ومحبة وحنان وغفران.
أفيقوا يا بني مصر... أنصروا مصر الرقيقة النظيفة الكريمة تنصروا أنفسكم وأولادكم وأحفادهم من خرابٍ مشرئب على الأبواب، وتنقذوها من نارٍ شرارها بدأ يتطاير أمام أعينكم ولهيبها يكاد يلسع مشاعركم. أدركو مصر قبل أن تلهفها النار وتحرقها وتحرقكم إن كنتم أوصياء أوفياء على أولادكم وأحفادكم.
*****
"نفذ أطباء مستشفى (الرباط ) الجامعي بالخرطوم أمس الخميس عقوبة (القطع من خلاف) على مدان في جريمة حرابة بعد أن استنفدت كافة مراحل التقاضي وهي المرة الأولى منذ ثلاثين عاما التي يتم فيها تنفيذ هذه العقوبة بالسودان. وذكرت صحيفة (السوداني) أن المُدان كان قد قطع الطريق في مارس 2006 على عربة في طريقها إلى سوق بغرب كردفان بعد أن هددهم ببندقية كلاشينكوف كان يحملها وقام بنهب الركاب تحت تهديد السلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطباء المختصين نفذوا على المُدان عقوبة القطع من الخلاف عقب اتخاذ الاجراءات الطبية السليمة التي تتبع في مثل تلك الحوادث حيث تم قطع اليد اليمنى والرجل اليسري للمُدان, تنفيذا للحكم الصادر ضده من إحدى المحاكم الولائية قبل سنوات.
ويذكر أن آخر جريمة حرابة نفذ فيها حد القطع من خلاف بالسودان كانت في عام 1983, ومنذ ذلك الحين لم تصدر أية محكمة حكما مماثلا إلا في هذه الواقعة.
******
أولا أتساءل، أي نوع من الأطباء (بل من البشر) يقبل أن يقوم بمثل هذه المجزرة البشرية. لو طلب من جزارين تنفيذ هذه الجريمة على "بشر" لرفضوا. فكيف تأتي من مثقفين أعضاء في أعلى وأرقى مهنة إنسانية؟؟
ثانياً أقول، أي حكومة حكيمة مسئولة عن رعاياها تتبنى مثل هذه الأحكام ومثل تلك العقوبات الغير إنسانية وتطبقها على رعاياها ولو خالفوا القانون؟؟
ثالثاً أقول، لو نفذت تلك الوسيلة من العقاب في الناس (بعـــــدلٍ) في أي دولة في العالم، لتم تعجيز 99% على الأقل من الأحيـاء بها. لأنه لا يوجد إنسان في العالم جميعه بلا خطية. وهذه حقيقة.. فليس بارٌ ولا كاملٌ إلا الله عز وجل.
في مصر مثلا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يُقطع الطريق الزراعي والطريق الصحراوي والسكة الحديد اسبوعياً تقريباً، وتقطع الطرق على السيارات في أطراف المدن بل في الشوارع والميادين بوسط البلد ليلا ونهاراً، وتُخطف وتُسرق ممتلكات الناس بل وأطفالهم تحت تهديد السلاح. هذا علاوة على ما يغمر الساحة من قتل وخطف واغتصاب وتحرش جنسي ودعارة واعتداء واغتيال وتهجير وحرق وارهاب وسب وبذاءة وغيرها.
وفي مصر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تُسرق أرزاق الناس في المصالح الحكومية والشركات ومن أعلى مستويات المسئولين والموظفين إلى أدناها.. تسرق وتخطف الضروريات حتى الخبز والزيت والطعام والحريات والانتخابات والكراسي والمناصب.. بل والوطن ذاته.
كل هذه المساويء هي جرائم وفواحش بغيضة، مُبغَضة من الله والناس، ويجب ردعها بحزم ومجازاة مرتكبيها بعقوبات تناسب كل منها تبعاً لنصوص القانون العادل. أما العقاب بهذه الوسيلة التي جاءت بالخبر فليست قانونيــة.. بل ليست إلهيــة كما يظن الجاهلـون.
كيف يحكم على إنسان بالشلل المطلق مدى حياته؟؟ إن الشنق والإعدام أنجع لقمع الجرائم الكبرى كالقتل (لا السرقة كما جاء بالخبر)، وأرحم وأكثر إنسانية،.وأكرم للدولة وحاكميها ومواطنيها.
وكيف يَكتسب هذا الإنسان قوت يومه؟؟؟ وكيف يعول أسرته؟؟؟ وما ذنب أهله المسئولين منه؟؟؟ وكيف يخدم مجتمعه؟؟ بل كيف يعوله المجتمع وكيف تعوله الدولة وهي المسئولة عنه ما دام حياً وعن أسرته؟؟
وختاماً: أين عطف الله ورحمته ومحبته وغفرانه وحنانه في ذلك!!؟؟؟؟؟
ان هذه ليست عدالة وليست بعقاب قانوني.. بل إجرام سافر. إجرام إجرام إجرام لا يرضاه الله. نعم هو اجرام لا يقبله الله ولا يزكيه.ولا يوصي به. بل هذه وسيلة عقاب بدائيّ همجيّ بدويّ غوغائيّ غير حضري ولا يتمشى مع الإنسانية.
*****
أفيـــقوا يا بني مصر... هذه هي الشريــــعة!!!
هذه هي "الشريــــعة" التي يريد الوهابيون السلفيون والأخوان المسلمون والمتأسلمون والجهاديون تطبيقها على مصر الطيبة الحكيمة العاقلة العادلة المعتدلة، أم الحضارات وأم الديانات، والعميقُ عدلها وطيبتها وحكمتها من عمق تاريخ البشرية.
إفيقوا يا بني مصر..مسلمين ومسيحيين ومن بلا ديـــن... هذه هي "الشريــــعة" المطبقة في السودان وأفغانستان، والتي يسعون إلى تطبيقها في مصر دساً وعلناً.
أفيقوا واطردوا هذا الهوس الديني من مصر الكريمة فهو ليس فيه من الديــن ذرة، وليس فيه للـــه ذرة. بل هو محض بدائية وتخلف وشر لا يوجد حتى في الغابات ولا في طبيعة الحيوانات إلا المتوحش منها.. بل حتى المتوحش من الحيوانات لا يشل فريسته ويتركها مشلولة حية عاجزة!! فالشنق والإعدام (بالقانون العادل) للإنسان أهون من الشلل والتعجيز المطلق، وأكرم للدولة، وأرحم عند اللـه.. فالله رحمة ورأفة وشفقة ومحبة وحنان وغفران.
أفيقوا يا بني مصر... أنصروا مصر الرقيقة النظيفة الكريمة تنصروا أنفسكم وأولادكم وأحفادهم من خرابٍ مشرئب على الأبواب، وتنقذوها من نارٍ شرارها بدأ يتطاير أمام أعينكم ولهيبها يكاد يلسع مشاعركم. أدركو مصر قبل أن تلهفها النار وتحرقها وتحرقكم إن كنتم أوصياء أوفياء على أولادكم وأحفادكم.
*****
0 comments:
إرسال تعليق