الكلب الأحمر/ أسعد البصري

كان عندنا كلبٌ أحمر
حين نرميه بحجر
يركض بأقصى سرعة
يقفز الجداول ، يخترق النار
ينطلق في الدرب الطيني
و عندما شاخ بعد سنوات
لم يعد يستطيع الهرب
صار يفضل الحجر على مشقة الحركة
حتى حين دفعناه إلى الجدول
 لم يسبح إلى الهواء
 لم يحاول إنقاذ نفسه
غطس كحجر في ماء الشتاء
 في الثالثة والثمانين
كتب سعدي يوسف
 ((الغـيمُ فوقَ الـمَراكبِ أبيضُ .والورَقُ المتناثرُ في غرفتي أبيضُ . الضوءُأبيضُ.ذاكرتي تأفُلُ الآنَ ، بيضاءَ . لا نخلَ فيها ولا نهرَ ...كلُّ النساءِ اللواتي مررْنَ على شرشفي، يرتدِينَ العباءاتِ بيضاَ.سأبسِطُ كفّيَ بيضاءَ من غيرِ ســوءٍ . دمي أتخَـيّـلُُهُ أبيضَ.)) إنني حقاً أسمعُ هذا النداء وألبيه
 لقد هربت من نساء كثيراتٍ
لأنهنّ خائفاتٌ أو لأنهنّ أخفنني 
لكنني حقاً أشعر بدمي أبيضَ الآن
في هذا الشتاء البعيد
لا طاقة لي بالهرب
 بعد كل هذه العقود
أتذكر الكلب الأحمر يُحدّقُ بي
وهو يغرق
لكأنه يرى الولد الذي دفعه إلى الماء
 يلقى مصيراً كمصيره
العجز عن الهرب
قام ناظم حكمت بهجاء جورج بيركلي
بسبب التفاؤل الماركسي 
الحقيقة إن الله احتاج إلى سبعة أيام 
لخلق هذا العالم 
لكنني خلال سبع ثوان
أستطيع تدميره بالإنتحار 
(( ما أطيبَ العيش لو أنّ الفتى حجرٌ 
تنبو الحوادثُ عنهُ وهو ملمومُ ))
 تميم بن مُقبل

CONVERSATION

0 comments: