مليونية رد مصر.. وليس رد الكرامة/ مجدى نجيب وهبة

** أتعجب من بعض مسميات المليونيات التى ينظمها بعض السياسيين والصحفيين للتظاهر .. وأخر هذه المسميات "جمعة رد الكرامة ولا للبلطجية" .. وأتعجب من الذين يؤلفون هذه المسميات .. فتارة نسمع ما يسمى بجمعة الإنذار الأخير ، وجمعة القصاص ، وجمعة إسترداد الثورة ، وجمعة مساندة المرأة .. وأسماء كثيرة لا أتذكرها .. وأخير الجمعة القادمة هى "رد الكرامة ولا للبلطجية" !!!..
** وأتساءل .. أى كرامة تبحثون عنها فى ظل حكم الإخوان .. أى كرامة تدعون وجودها أصلا ، ونحن نرى عجائب الدنيا ، وغرائب وطرائف تحدث على أرض المحروسة !!! ..
** أى كرامة تبحثون عنها ، وأنتم تعيشون فى وطن بلا كرامة ، ودولة بلا قانون منذ الإنتخابات البرلمانية لمجلس الشعب المنحل .. ونحن نرى مجموعة من الإرهابيين وعناصر من تنظيم القاعدة داخل هذا البرلمان العظيم الذى لوثوه بوجوههم ، وماضيهم الأسود ، وأفكارهم الدموية .. ومعظمهم رفض أن يتلو القسم أو يؤدى تحية العلم .. بل أقسموا أنهم لن يخالفوا شرع الجماعة .. وظلوا يهرجون فى المجلس من نائب الأذان إلى نائب التجميل ، إلى نائب الأداب ، إلى النائب "محمد العمدة" .. وتدخلت العناية الإلهية وحكمت المحكمة الدستورية العليا ببطلان هذا المجلس العار ، لتنقذ مصر من الخراب ، ويبدو أن هذا الشعب لم يستوعب الدرس ، ولم يستفيد من تدخل السماء ...
** وتكرر السيناريو الفج فى الإنتخابات الرئاسية ، ورغم أن التزوير كان مكشوفا وفاضحا .. إلا أنه أصر بعض الأغبياء والمغيبون على إنتخاب "محمد مرسى العياط" .. وتفاخروا وقالوا بأن "مرسى أفضل من الطيار" .. ووقعنا من جديد فى الوكسة والفوضى والإنهيار الكامل للدولة ، والفوضى الهدامة ..
** وبدأت تضيع مصر من أمامنا . وجمعة وراء جمعة ، ووقفات إحتجاجية هنا وهناك ، وتصريحات فيس بوكية للجيش ، وتغول على السلطة القضائية والتنفيذية والمؤسسات الأمنية والتدخل فى الأعمال العسكرية ، ودستور سيئ السمعة ، ومجلس شورى يتم تحصينه ضد الطعن على شرعيته ، وجمعية تأسيسية لطبخ الدستور ، وإنسحاب كل القوى والتيارات السياسية من مشهد طبخ الدستور .. وجرائم عديدة ، وشهداء يتساقطون فى عمر الزهور ، والمجرم والقاتل والمحرض هو من يحكم مصر .. ناهيك عن محاصرة المحاكم ، وإرهاب القضاة ، وأخونة للشرطة ، وإرهاب كل من يعترض ويجاهر برفضه لحكم هؤلاء الإرهابيين ، وتصريحات لبعض النشطاء وجبهة الإنقاذ .. تارة هم مع الرئيس ، ويدعون للإستقرار ، ويدعمون شرعية الرئيس المنتخب ، رغم أنه لا توجد شرعية للرئيس بعد أن فقدها .. ولم يأتى بالإنتخاب الحر ولا بالصندوق الإسود .. بل أتى بالتزوير وبالدعم الأمريكى .. فقد فرضته أمريكا على الشعب المصرى ، وأرسل أوباما كل مساعديه فى الإدارة الأمريكية ، وإستخدم كل أساليبه العفنة فى تحقيق الأكذوبة الكبرى ، وهى ما أطلقت عليه أمريكا "الربيع العربى" .. علما بأننا لم نجد أمامنا سوى الخراب والدمار !!!...
** نعم .. إنهارت الدولة ، وسقطت الكرامة تحت أقدام الإرهابيين والسجناء ، وإنقلبت موازين الحياة .. ولم يعد للإنسان المصرى أى قيمة ، ولا أى سعر لدماءه ، أو ثمن لروحه .. بل تساقط الشباب برصاص السفلة والإرهابيين .. ونحن نذبح بدم بارد .. وبدأ الشعب يصرخ ويئن ، وتنطلق المليونيات وتهتف الحناجر مطالبة بالقصاص والعدل ، وتناسى كل هؤلاء أن العدالة سقطت فى مصر .. وأن القصاص لن يأتى ولن نراه .. وهناك رئيس عصابة وجماعته يحكمون مصر ، ويسيطرون على الشرطة والجيش والقضاء ..
** أى كرامة تبحثون عنها فى دولة بلا كرامة .. دولة تحكم بالإرهاب والبلطجة منذ أن قام هذه الجماعة بخداع البسطاء ، وإستولت على مصر وأسقطتها ودمرتها .. فأى كرامة تبحثون عنها والوطن ضاع ، وسقط .. ولم يعد له أى وجود ..
** نرجو أن تكون الجمعة القادمة بعنوان "لا لمحمد مرسى رئيسا لمصر .. لا لدولة الإخوان .. لا لتدخل حماس الإرهابية فى الشأن المصرى .. لا للتدخل الأمريكى فى القرار والسيادة المصرية .. لا لإنهيار الدولة" ..
** نعم .. الجمعة القادمة هى للمطالبة بسقوط النظام ومحاكمته ، والقبض على كل العناصر المتورطة فى سقوط كل قطرة دماء على هذه الأرض الطاهرة ..
** نعم .. ستكون الجمعة القادمة هى رحيل دولة الإخوان ، وعودة مصر إلى حضن شعبها .. نعم ، الجمعة القادمة هى مطالبة الجيش بالنزول فورا للقبض على كل هؤلاء ، والشعب خلفه .. وإلا  فنحن فى دولة بلا كرامة .. وبلا وطن .. وبلا عنوان !!!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: