حزب الدعوة مشروع طائفي قديم/ أسعد البصري

بينما كان الناس يعيشون حياتهم العادية في بغداد منتصف القرن الماضي ، يتابعون كرة القدم والثورة الشيوعية و جمال عبد الناصر والدراما الأمريكية ... كان هذا الرجل يفكر بالدعوة الإسلامية وبرسالة الداعية الإسلامي و شخصيته بدأ بفكرته استقطاب الشباب في نقد المنهج التقليدي للدراسة الحوزوية القديمة . مثلا هو صاحب فكرة تعليم الخطابة والعمل الحركي التنظيمي والإجتماعي لكل طالب حوزة . كما طالب بربط المدارس الحوزوية الإسلامية بالجامعات الغربية . لكنه كان حريصا على فكرة راديكالية ترفض الإنفتاح على الغرب في نفس الوقت ، وكان هذا جوهر نقده ل جمال الدين الأفغاني . آية الله السيد مرتضى العسكري درس على يد كبار المراجع في قم بإيران ك محمد حسين شريعت مدار و شهاب الدين مرعشي النجفي و الخميني ، كما في النجف كانت علاقته وطيدة بالبروجدي و محسن الحكيم . هذا الرجل كان يفكر ويعيش في الكاظمية بتأسيس شخصية عصرية للداعية الإسلامي . جوهر فكرة الدعوة عنده تخليص الإسلام من الزيف والأكاذيب التاريخية . وهو يقصد معظم الأحاديث المنقولة عن عائشة و ابن عباس
بل اكتشف كما يدعي مئة و خمسين صحابيا مختلقاً . راجع كتابه الشهير (( معالم المدرستين )) ويقصد فيهما مدرسة الحق الشيعية و مدرسة الباطل السنية طبعاً . مشروع مرتضى العسكري هو تأسيس دعوة إسلامية نقية خالية من التزييف السني ( مدرسة الباطل ) . يعني باختصار مرتضى العسكري أسس (( وهابية شيعية )) العقيدة الإسلامية الصافية النقية عند مرتضى العسكري هي : التشيّع . هذه الفكرة أصبحت تنظيما غامضا فيما بعد أطلقوا عليه : حزب الدعوة . هذا هو الأب الغامض الحقيقي المهم ل حزب الدعوة وليس محمد باقر الصدر الذي أراد حزب الدعوة الترويج لأبويته لهم من خلال نشيدهم . وذلك للإفادة من المشاعر التي ولدها إعدامه على يد النظام السابق . بعد مقولته الشهيرة التي أودت بحياته (( ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام )) . و بعد مؤامرة الخميني في بث رسائل على الهواء في إذاعة إيران تحث الصدر على الثورة وإعلان حكومة شيعية مما يعني المساهمة في إعدامه . كان السيد مرتضى العسكري يوصي بإعداد أجيال شابة أنيقة مسلحة بتعليم حوزوي متطور يقومون بالتبشير لعقيدة الحق القابض عليها كالقابض على جمرة . كان يزعجه نشاط الدعاة السنة و مدارس الراهبات و الحزب الشيوعي في بغداد . لقد كان يحلم ببغداد شيعية من خلال حركة الدعاة للإسلام الحقيقي / الشيعي ، ومن خلال حركة سياسية تستلم الحكم و تحجم الكنائس والمساجد السنية . هذا الرجل كان يسهر الليل كله في الكاظمية يتأمل بينما أقرانه يطاردون المال والنساء والشهرة . كان العسكري يعتقد بأن كل هذا الضجيج سينحسر وأن (( عليّاً وليّ الله )) أهم من الحياة .

اليوم بغداد تحت سيطرة شبح هذا الصفوي المتطرف . مات الرجل و بقيت فكرته جاثمة على بغداد . هؤلاء الرجال الذين عاشوا في عزلة نفسية و طموحات عقائدية باطنية غنوصية غامضة يصنعون التاريخ الأبيض والأسود . أما العامة فهم سواد الناس لا يعرفون أصل الحكاية ولا يفهمونها فقط يدفعون ثمنها . كان هناك فتى غامض أيام فتوتنا ثمانينات القرن الماضي ، غرّر به حزب الدعوة و صار يعمل معهم كتب قصيدة قبل إعدامه يقول :
(( زمنٌ سيبدأ من هنا يا صاحبي
فنمْ سعيداً كلّ حين ))
لا أعتقد يا صاحبي فزمنك قد أتى و غرب بل اليوم و بتظاهرات الأنبار
(( زمنٌ سيبدأُ من هنا يا صاحبي
فنمْ سعيداً كلّ حين ))

CONVERSATION

0 comments: