الإسلام العراقي/ أسعد البصري

التشيّع معناه مشايعة عليّ بن أبي طالب ، متى كانت آخر مرة قدم الشيعة فيه فقهاء أو مثقفين متخصصين بفلسفة هذا العملاق عليّ وبالتأمل في كلماته الإنسانية البعيدة ؟؟ . لا يوجد ، إنهم مشغولون بالصراع الطائفي والسياسي لا وقت عندهم لهذا . عليّ يحتاج هدوءا و زهدا و قلبا سليما . لم يقدم الشيعة شخصيات هادئة روحانية منذ الإحتلال الأمريكي و تدفق الدولارات على الحوزة و رجال الدين . ثمانينات و تسعينات القرن الماضي كان يمكنك العثور على شيعي عراقي مسكون بالإسلام والتشيع و علي بن أبي طالب كفلسفة روحية و غذاء شخصي رباني لا كإبادة للسنة ، ولا لإثبات خطأ المذاهب الأخرى ، ولا للحقد والكراهية . ربما قدم الشيعة العراقيين مؤخرا شخصية أحمد القبنچي لكنه ليس شخصية روحية بل هو نقيض ذلك . هو رجل ملحد علماني يلبس العمامة وهذا مفارقة مثيرة .،
من ناحية أخرى ( السنة ) تعني أهل الجماعة حيث الغرام بالكتاب والسنة والتوحيد . حسنا متى كانت آخر مرة قدم فيه العراق روحانيا كبيرا يتحدث عن التوحيد والله و معاني القرآن الكريم ؟؟ . في الحقيقة السنة العراقيين كانوا مشغولين دوما بالسلطة والجندية و الدنيا ، لم يلتفتوا إلى الدين إلا بعد الإحتلال تحت ضغط طائفي سياسي من الشيعة و سقوط الدولة . لهذا لم يقدموا شخصيات دينية روحانية كبيرة تستحق التوقف عندها .
هناك في العراق اليوم مخابرات أجنبية و إقليمية تستخدم طاقة الدين الإسلامي التنظيمية لأغراض سياسية إجرامية . الإسلام اليوم غريب في العراق . لقد سبق لأدونيس أن قال بأن المستشرقين الذين يحققون كتب الإسلام و يكتبون في علمائهم أكثر محبة وإخلاصا للإسلام من المسلمين المهرجين المشغولين بالمذابح المذهبية . كما قال بأن الأديب العربي العلماني المنصرف لمعاني الإسلام الروحية ودراستها أكثر إسلاما أيضاً من هذه الشعوب التي أصابها الجنون و تظن الجنون إسلاما
.................................................................
هامش / التشيع و المسألة القومية
(( زين العابدين-- أمه تدعى شاه زان( الشاهبانو ) ابنة يزدجرد اخر اكاسره الفرس سقطت أسيرة هى وأخواتها بعد سقوط الفرس أسلمت وغيرت اسمها الى غزاله واختارت الحسين بن علي زوجا لها ، وكذلك تزوجت إحدى أخواتها بمحمد بن أبي بكر والأخرى من عبدالله بن عمر . )) /

أول مَن أشاع ذلك في الإعلام هو الشاعر العراقي معروف الرصافي الذي كتب أن الفرس رأوا في ذلك قرانا ربانيا بين دم الملك الفارسي المقدس و بين دم النبوة المقدس .... و على هذا تم تأسيس الإثني عشرية ( من المؤكد إن فكرة الأسباط الإثني عشر قديمة تعود إلى التوراة و أساطير اليهود و ربما أوضح مثال لها هو حواريو المسيح الإثنا عشر ، فكرة الإثني عشرية في الإسلام ظهرت بعد اكتمال الرقم وليس قبله . المقصد أنها فكرة متأخرة اكتسبت قوة كبيرة مع نشوء وارتقاء الصفوية و إعلان الإثني عشرية مذهبا رسميا في إيران ) . حيث أصبح عندنا علي بن أبي طالب إمام دافع عن بنات كسرى ورفض اقتراح عمر ببيعهن كجواري و عبيد بل أشار على عمر بن الخطاب بضرورة تزويجهن معززات مكرمات كما تتزوج الحرة العربية ...فهن كريمات ملك و بنات مجد و عز . وهكذا اختار شاه ناز زوجة لولده الحسين . وهكذا فعل عمر حيث اختار أختها زوجة عزيزة لولده و هو الخليفة ... ولم تترك الأخيرة إلا زوجة عزيزة لولد الخليفة الراحل محمد بن أبي بكر . علي بن أبي طالب منقذ الشرف الملكي و أب ل شاه ناز و الحسين ، والحسين حبيب شاه ناز و زوجها ، والأئمة المعصومون العشرة هم خليط الدم النبوي بالدم الفارسي .المتطرفون الفرس يسمون علياً ( قاتل صناديد العرب ) لأنه لم يفتح قرية واحدة بل انشغل بحروب و فتن داخلية ، كان عليٌّ مجبرا عليها ، لكن الفرس يحبون هذه الفكرة وهي أن سيف عليّ ذو الفقار لم يذبح سوى العرب . بل أشاعوا أن عليا كان غير متحمس لغزو فارس لهذا لم يشارك في ذلك ولم يشجع عمر بن الخطاب على هذه الفكرة . لهذا و بسبب سوء الفهم القومي ترى بعض العراقيين الشيعة العرب مؤخراً يقولون إن العرب عدوهم الأول .
وجهة نظر مهمة للصديق الأستاذ عادل همام كتبها كمداخلة على كلامي : (( استعارة التقاليد اليهودية امتدت الى وراثة النسب ذلك ان اليهودي هو من كانت أمه يهودية وبتأمل بسيط نصل الى ان الشيعة استعاروا هذه القاعدة التشريعية لإثبات قداسة الدم التي يفتروضونها لأئمتهم .... اختاروا فاطمة بنت خديجة لتكون أما للحسن والحسين واختاروا أبناء شهربانو ليكونوا بقية الائمة ال12 زد على ذلك ان جعفر الصادق قد أخذ بحجب الأعمام إذا توفي الوريث وعنده بنت واختص البنت بكل مايتركه المورث من تركة في محاولة منه لإسباغ شرعية فقهية على ادعاءات سياسية إذ أن المعلوم بأن العباسين كانوا أقرب نسبا لمحمد من علي والدليل أنهم يرثون محمدا وعلي محجوب فحاول الصادق قطع الطريق على التشكيك بأحقية علي بالخلافة عن طريق حجب الأعمام ومنح كل الإرث للبنت وفاطمة بنت محمد هي التي كات حاضرة بذهنه حيث كان يعتقد أن مشاركة اعمام محمد بميراثه يشكل مدخلا يقوض الدعوة العلوية ......))
وضعت هذا الهامش لتوضيح أن الحوار الثقافي السلمي في المذاهب والدين عنصر قوة و نضج ولا يجب أن يؤدي إلى البغضاء والحروب . هكذا كان العراق دوما أرض جدل و حوار و تفلسف و مذاهب .