خُذْني في مياه رقيقة/ آن دايفيس/ ترجمة: شوقي مسلماني

Ann Davis

1 ـ أسيرةُ أوهام
كنتُ في الرابعة عشرة مِنْ عمري أسيرةَ أوهامي
لم أكن أعلم عن التمييز بين الجنسين
حزتُ في ذلك السنّ على جائزة أدبيّة
قدّموها لي في حفل رعاهُ نادي روتاري
حيث كنتُ الوحيدة بين 55 رجلاً.

2 ـ أنا
لستُ نبيّة
ولكنّي أتكلّم بكلام نبي
وأقصص قصص نبي
وأحسّ بآلام نبي

يتدفّقُ النهرُ صوبَ البحر
ولستُ النهر
إنّما أحسّ إيقاعَ النهر
أترنّم بأغنيته
وأردّد اللازمة ذاتها

يجرُّ الحصانُ محراثاً
ولستُ الحصان
غير أنّي أكابد الآلام ذاتها
وأحرث الأثلام ذاتها
وأشدّ اللثام المتراخي

متسوّلٌ عندَ قارعةِ طريق
ولستُ المتسوِّل
مع أنّي أصلّي يوميّاً الصلاة ذاتها
وكلّي ثقة بأنَّ الأيّام الجميلة ستأتي
فيما حماستي تقوِّض عزيمتي

لستُ نبيّة
ولكنّي أحسّ بآلام نبي.

3 ـ نهاية
أُطِلُّ مِنَ النافذة صباحاً يوميّاً
وفيما أرشف الشاي أراقب هِرّتي
التي تراقب العصافير

قبلَ عقود مِنَ السنين
راقبتُ زوجي مرّة على النحو ذاته
وبي لهفة لكي ألتهمه
وبعد ذلك راقبتُه وهو ينقلب مِنْ شهي إلى مختلّ
ومِنْ وليف إلى غريب
فيما الغضب والحيرة والشفقة يكدِّر صفاء قلبي

أخذتُه أخيراً وهو غافل إلى مركز رعاية خاصّ
وتركتُه مغشيّة العينين مِنَ الدموع والذكريات

في صباحٍ لمّا انقضّتْ هرّتي
اجتاحتني شفقة عارمة على العصفور
إلاّ أنّي استسلمتُ لغريزة البقاء المتأصِّلة في الهرّة.

4 ـ إحلمْ بمستقبل لي
إحلمْ بمستقبل لي ليس فيه سحابة
تكدِّر وجه الصداقة المفتوح

تمنّ مكاناً آمناً لي
يصدّ عنّي عواصف العنجهيّة والتعالي

علّمني صلاةً تجعلني أمضي في الحياة واثقةً بالحب
تَرَنَّمْ بأغنية أنغامُها تتهادى على إيقاع الصداقة
خطَّ عمراً لي مِنْ تناسخ المصير
مِنْ إشارة المجوس والحظّ وصدفةِ اكتشاف ما يُسرّ
خذني معك في مياه رقيقة.
Shawki1@optusnet.com.au

CONVERSATION

0 comments: