1
انها ثورة لاتشبه سواها، وهو إنقلاب لا يشبه سواه .. حيث يبدأ بالبيان الأول
تتقدم الدبابات، تسبقها القذائف ويكون الانفجار
يكون العنف ان غطّى وجه الخريطة
وتهرع القبائل بسيوفها الحديثة تبحث عن حصتها في الدم والنفط
عن كرسي سيفرغ بعد قليل
بعدما يكون الدم قد أخذ معه براءة الثورة
وطهارة الياسمين.
ولأنها ثورة لا تشبه سواها من ثورات العرب الحديثة
حيث هتاف الحرية الى السماء يقضّ مضاجع الديكتاتور
ولا صوت: "سلمية" "سلمية" يتعالى في هتاف الميادين
كضرورة تصبغ أخلاق الثورة المتولّدة
فأن الثورة تأكل أبناء البلاد أول ما بدأت
وأول ما بدأت ارتجفت ثورة "المختار" وأدمعت
على تيه القبائل في الصحراء.
وبرمشة عين دخل الكل في لعبة السلاح
ليطلع الطاغية في اليوم التالي الى شرفته كالساحر
ويحاول بخفّة ان يوهم شعبه ان عينا شيطانية قد أصابت ليبيا
اذن لتقرأ ليبيا البسملة ... أي تقرأ مجد العقيد.
2
هي الحرب بكامل ردائها العسكري
الدم بالدم، القذيفة بالقذيفة، وحدات بمواجهة وحدات
قطع رؤوس الجنود في الساحات، الكر والفر تحت الدويّ
لتحيا ليبيا حرة، أو تبقى ليبيا تحت جناح ثورة غابرة
مكبلة بغرائب النظريات المتأتّية من سذاجة نادرة
أراد قائدها لنفسه المجد، ولذريته إرثها ومكاسبها.
ليبيا في الأتون .. كلها بين قذيفة وأخرى
تجوب أقصاها الى أقصاها
3
كيف أجتمع العرب على رسم المشهد؟
في الفضائيات وفي الأروقة
العرب لا يجتمعون الا على مؤامرة
كما تجتمع الكلاب المسعورة على جيفة
هل أصبح العقيد جيفة؟
4
هل حقا هي الحرية في الشأن الليبي
التي تجعل "العربية" و"الجزيرة" لأول مرة على لسان واحد
لسان غير حيادي وكاميرا غير محايدة، أمام شعب واحد
هو واحد في المجزرة.
5
عين الكاميرا تحدق بالجثة
تنتظر الصياغة لتسميتها...هي جثة
وعلينا نحن المشاهدون المشاركة في التسمية
كأن نبجّل هذا الموت،
أو نلعنه كما نلعن الديكتاتور الذي يقتنص الهواء.
6
تاريخ السفور العربي يعيد نفسه
القبائل تستنجد بالغرباء على بعضها
بل تتوسّل بأصوات متهدّجة على الملأ ومن تحت الطاولات
الغزو الغربي يقرع الابواب
الآن ... الاستبداد يغيّر جلده
و تصير الحرية طبخة فاسدة.
كاتب فلسطيني - مدير موقع الوان عربية
0 comments:
إرسال تعليق