كيمياء الرافضة/ حمّودان عبدالواحد


( إلى الثوّار في العالم العربي )


...وفجأة ،
على غفلة من خفافيش الليل النائمة
في عمق المغاور الباردة
في قلب الكهوف الجامدة
تسرّبَ دفءُ الشمس من شقوق الصخور
إلى حبّات الأكسجين المختنقة
تحت أضراس الغول العجوز
بين مخالب الماضي الشخور...
فانتفضَتْ من لمسة أنامل النور
تساءلتْ ،
تسايلتْ ،
قطراتِ ماء تتابعتْ
تنادت فيما بينها وارتمتْ
في حضن الجداول ،
شقت طريقها في صمت زاحف
بين الحشائش في الجبال
بين الأشجار في الأدغال
نحو الأنهار والشلالات والبحار...
ارتطمت أمواجاً هائجة صاخبة
تنذر باحتقان الأجواء ،
بزئير الرياح والعواصف...
*******

هل شاهدتم ما حدثْ ؟
كيف تلبّدتْ بالغيوم السماءْ ؟
وانسدّ الأفقُ بأعمدة الدخانْ ؟

هل شاهدتم ما وقعْ ؟
كيف احْمَرّتْ عيونُ الارض بالبكاءْ ؟
بالنيران بالدماءْ ؟

هل تذكرون ما رأيناه عند دفن الشهداء ؟
كيف ابيضت القبور من حدّة الضياء ؟

أتعرفين ما حدثْ ؟
شهدتُ ولأول مرّة ،
واشهدي معي أيتها الكائنات ،
لم نسمع نواح النساء ،
ولا عويل الأخوات والأمّهات...


أتعلمين من نطقْ ؟
وأنشدَ ورقصْ ؟
صعدت أمّي وأختي وكل البنات ،
وحتى الزوجة الحامل والأطفال ،
ظهر الدبابات...
كبّرن وهللن ، زغردن ورفعن
رأس السبابات...
التوحيد ، التوحيد !
النصرُ للأحرار ...
التجديد ، التجديد !
الغدُ للثوّار ...

كم هي خالدة هذه الأنوثة !
كم هي ساحرة هذه الأنشودة !

CONVERSATION

0 comments: