كانت معرفتنا بالشاعر المهجري الأديب الأستاذ نبيه سلامة مقتصرة على الرسائل فقط ، فمن خلالها تعرفنا على (( المربي الأول )) وروحه العامرة بالحب العابقة بالحياة ، وقلبه الخافق بالوفاء والإخلاص .
ولدى زيارته للوطن هذا العام وبالتحديد يوم الجمعة الموافق \11 \ 10 \تشرين الأول عام 1985 م وقبل سفره بيوم واحد ، سافرنا إلى حمص وكلنا شوق وفي أعماقنا رغبة عارمة للقاء شاعر كبير ومرب قدير عمل بتفان وإخلاص في مسيرة الحرف العربي ورسالته الخالدة.
وفي منزل السيد سيمون كباش الذي رحب بنا أجمل ترحيب أحسسنا أننا نعرفه من زمان بعيد التقينا فعلا ً بالمربي الأول الشاعر نبيه سلامة (( وكان اللقاء والعناق من أجمل ساعات العمر )) وجلسنا نستمع لأحاديثه التي كثيراً ما كان يتخللها الفكاهة والدعابة والفرح ، وبوجه بشوش وكلمات محرداوية أحيانا ً تتجلى فيها روحه الطيبة ونفسه السمحة ووده الذي لا تقيده حدود ولا تعبر عنه كلمات ، راح يحدثنا عن ذكريات لا تنسى قضاها معلما ً في محردة سنة 1927 م فاستمتعنا جدا ً جدا ً بحديثه الشيق وذكرياته الحافلة بالطرائف تارة وبالجد تارة أخرى ، وكان في حوذتنا قصيدة ترحيب بالشاعر كانت معدة منذ \9\9\ 1985 م \ في حال زيارته لبلده الثاني بعد حمص محردة ،ولكن الظروف حالت أن نلتقي في محردة ،والتقينا في حمص ، ولكن الأحاديث ورعشة اللقاء جعلتنا ننسى القصيدة ولذلك فها نحن نقول : وداعاً أيها المربي الأول ، وداعا ً نقولها بشفاه محردة وقلب محردة وروح محردة وعيون محردة التي علمت شفاهها أسمى
الكلام ، ونشرت في قلبها الخضرة وفي عيونها النور وفي قلبها الحياة ،
وهذه القصيدة المنسية :
(( على الأغصان صاح العندليبُ
لمن فرشت على الدرب القلوبُ ))
لمن عبقت محردة ُكل َّعطر ٍ
وأمسى النورُ بعده لا يغيب ُ
نبيهٌ ألف أهلا ً يا نبيهُ
يكاد القلبُ من فرح ٍ يذوبُ
محردة ُ كلها خرجت تنادي
لقد جاء المربي والأديبُ
فهيا وافرشوا بالدرب وردا ً
فإنَّ الدرب يخفقُ يا دروب ُ
نبيهٌ يا محردة ُعاد صبا ً
فأهلا ً أيها الصب ُّ الحبيب ُ
زرعت مشاتلا ً للنور فينا
بها العلم المزهر والخصيبُ
وهاهي نخبة منهم وفيها
المحامي والمعلم والطبيب ُ
نبيهٌ ألفُ أهلا ً يا نبيه ُ
يكاد القلب من فرح يذوبُ
صحيح ٌ كنت عن وطني بعيداً
ولكن بالقلوب لنا قريب ُ
((فأهلا ً يا حبيب الكلِّ أهلا ً))
وذكرك للمدى أبداً يطيبُ
وأهلا ً يا حبيب الكل ِّ أهلا ً))
بنور القلب ذكرك لا يغيب ُ.
جريدة حمص ملحق العدد\ 1655 \الجمعة \8\ تشرين الثاني 1985 م .
*كان من طلابه في محردة آنذاك صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم والشاعر الكبير يوسف الخال حيث كان والده عبدالله الخال قسيس الكنيسة الإنجيلية في محردة .
0 comments:
إرسال تعليق