شعار الذئاب.. حرق مصر بمن فيها/ مجدى نجيب وهبة

** لا تقولوا إننا فى دولة ، أو يحكمنا نظام .. بل قولوا إننا فى طابونة أو بالوظة أو خرابة هائلة .. وقولوا إننا نعيش فى حلقة من سيناريو مصاصى الدماء أو كابوس قذر وأحلام مرعبة ، نخرج من دوامة لنقع فى بيارة .. ونخرج من بيارة لنقع فى مصرف .. ونصرخ والجميع صامتون بل لا يشعرون ولا يدركون .. وإذا شعروا وأدركوا فلا يفهمون .. فهل هذه هى نهاية وطن شارك الجميع فى تدميره وإسقاطه ، وما هو الثمن ؟!!! .. ** هل نحن نمر بحلقات مسلسل "الإعجاز الفكرى للإخوان الكذابون .. لحرق مصر بمن فيها" .. هل هذا هو شعار المرحلة التى تعيشها مصر ، ولا تجد من ينقذها .. فالجميع مشاركون فى الجنازة ، ومصر يحملها البعض إلى مثواها الأخير ، ولا أحد يبالى .. فالجنازة حارة والميت كلب ، والدولة سقطت ، والضربات موجعة .. تجعلنا فى ذهول ونحن نرى إصرار الرئيس "مرسى العياط" ، على حرق مصر بمن فيها .. وهنا لا أتحدث عن نفسى ، وإنما أتحدث عن الشعور الذى ربما يصيب الأخرين ... ** يصعد الرئيس هجومه ضد مؤسسة القضاء لإسقاط أخر عمود فى هذا الوطن .. يعطى الضوء الأخضر لإهانة القضاء ، ويدعى بالكذب والتضليل إنه يحترم السلطة القضائية ، والأحكام القضائية ، وإننا فى دولة القانون .. ** وحقيقة الأمر أن ما يفعله مجلس الشورى ، وإصراره على تصعيد هجومه على السلطة القضائية ، وإصرار هذا المجلس اللقيط على إنتهاك لدولة القانون ما هو إلا لتنفيذ أوامر الرئيس ، وذلك إستكمالا لكل ما يحدث وما حدث ، عندما ألغى القانون والدستور ، وأصدر قرارات لا يجوز الطعن عليها أمام أى جهة قضائية ، وجعل من نفسه إلها ، ورئيس فوق الدستور والقانون ، وحاصر المحاكم وسخر من القضاء المصرى ومن أحكامه الصادرة ، وتهكم على المحكمة الدستورية العليا ، ومنع القضاة من أداء عملهم .. وهذا لم يحدث فى أى دولة بالعالم !!!... ** وأخطر ما فعله أنه دعم القضاء الموازى ليطعن فى القضاء المصرى .. حتى صرنا نسمع عن تطاول الأقزام على القضاء .. فنقرأ لأحد البلهاء والعاملين بقناة الجزيرة القطرية ، مذيع وكاتب يكتب بجريدة الشروق فى عموده بلا حدود ، "أكبر فضيحة للقضاء المصرى" .. واصفا المذكرة التى وجهتها اللجنة التشريعية بمجلس الشورى لرئيس المجلس ، ونشرها اليوم السابع مساء الجمعة الماضية بأنها أصابته بشئ من الصدمة والذهول ، واصفا مجلس الدولة بأنه أول من ينتهك حقوق المصريين من خلال تعيين عشرات الأطفال من أبناء المستشارين وأقاربهم الذين لم يكملوا تعليمهم ، ولم يتجاوز عمرهم الرابعة عشرة ، ويتقاضون رواتب دون عمل رغم أنهم أطفال ومازالوا فى مرحلة الدراسة .. بل وأسماء مندوبين ظلوا متعثرين فى الحصول على الدرجات العلمية لمدة عشرين سنة ، وبعضهم تم تعيينهم من أبناء المستشارين بعدما حصلوا على ليسانس الحقوق بدرجة مقبول .. ** وطالب الكاتب القطرى "أحمد منصور" أن هذا التقرير ليس مجرد كارثة ، ولكنه إن صح بكل ما فيه فهو أكبر فضيحة فى تاريخ القضاء المصرى ، وعلى كل المستشارين أن يتقدموا بإستقالاتهم فورا ، هم وكل المتورطين فى هذه الفضيحة ، ويتنحوا عن نظر أى قضية تتعلق بأى مواطن مصرى .. لأنهم إرتكبوا جريمة فى حق هذا الشعب ولا يحق لهم الولاية على القضاء ... وطالب رئيس الجمهورية أن يصدر قرارا جمهوريا للتحقيق فى هذه الفضيحة .. ** وماذا بعد هذه الوقاحة والسفالة الموجهة للقضاء المصرى ونحن فى ذهول .. هل رأيتم تطاول على القضاء المصرى ومحكمة القضاء الإدارى أكثر من ذلك .. من مذيع بقناة الجزيرة القطرية وسبق أن نال علقة ساخنة من بعض المصريين بسبب تطاوله على مصر ، وبعض الرموز الوطنية لصالح قطر .. يعود الأن فى ثوب أكثر فجاجة وفجور ليطعن فى شرف كل المستشارين والقضاة فى مجلس الدولة ، ويطالب مرسى العياط بالتحقيق معهم بسبب رفضهم تعيين أبناء الإخوان وأقاربهم فى السلك النيابى والقضائى ... ** المستشار "زكريا عبد العزيز" .. أحد رموز القضاة الذين أحيلوا للتقاعد لعدم الصلاحية قال "القضاء فى حاجة إلى إصلاح تشريعى كامل ومتكامل ، فالثورة يجب أن تدخل إلى القضاء والذى يحتاج إلى إعادة صياغة فى جميع أوضاعه" .. ** محامى الإخوان "أحمد أبو بركة" .. قال "ممارسة الشورى للتشريع لا يعتبر إستثناء لأن مواد الدستور لم تقر بذلك ، بل أعطته حق التشريع الكامل والطبيعى" .. ** بل الكارثة التى تؤكد أننا فى دولة إرهابية يحكمها جماعة من البلطجية يحميهم المجلس العسكرى ووزارة الداخلية ، فقد بدأ مجلس الشورى مناقشة مشروع قانون السلطة القضائية رغم أنف كل قضاة مصر ، تحت حماية عشرات المصفحات لمواجهة المعارضين لمناقشة القانون ، وبالطبع سيفرض ما يتم إقراره على القضاء المصرى رغم أنف القضاء والشعب .. وقد تحول محيط مجلس الوزراء والشورى إلى ثكنة عسكرية ، بعدما دفعت بـ 12 سيارة أمن مركزى ، و4 مصفحات ، وعشرات الجنود ، ووضعت حواجز حديدية .. رغم أن المفترض بأن مجلس الشورى هو منتخب من جزء من الشعب والذين بلغوا 7% من عدد الناخبين ، وليس من سلطة هذا المجلس فرض وصاية على القضاء ، وإلا فنحن أصبحنا نعيش فى مهزلة والمحرض هو رئيس الدولة .. ** ولكن لأننا لسنا فى دولة وإنما فى بالوظة .. يؤيدها ويدعمها القواد الأمريكى "باراك حسين أوباما" ، فكل شئ يحدث يقع تحت شعار الذئاب "حرق مصر بمن فيها" .. وإهدار كرامة الوطن والمواطن وهدم المؤسسات الوطنية .. والكارثة أن هذه الذئاب تتحدث بإسم الإسلام وتستخدم أيات من القرآن لتبرير أفعالهم !!!... ** ومن تدمير القضاء إلى تحقيق الحلم الأمريكى الصهيونى بإسقاط سوريا وهدم الجيش السورى .. فقد زار القاهرة بلياتشو السيرك الأمريكى ، المهرج "جون كيرى" ، وزير الخارجية الأمريكى ، وإجتمع بالسيد الرئيس "مرسى العياط" ، وأشاد بدوره فى الجهود التى تبذلها مصر فى توحيد صفوف المعارضة السورية ، ثم دعى الرئيس إلى تحقيق تقدم حقيقى للحصول على القرض المقدر بـ 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى .. ** وهنا نتساءل ، أى معارضة يدعمها الرئيس لإسقاط نظام الأسد ، سواء إختلفنا معه أو إتفقنا معه .. فالهدف من حرب العصابات الدائرة فى سوريا هو تدمير الجيش السورى .. فتارة تعطى أمريكا الضوء الأخضر للجيش السورى بإجهاض الميليشيات والمرتزقة فى مواجهة بشار ، ثم تعود أمريكا وتدعم ما أطلقت عليه الجيش الحر لإسقاط الجيش السورى .. وفى النهاية ستظل هذه المعارك مستمرة حتى يتم إجهاض سوريا بالكامل ، والقضاء على جيشها .. ليستكمل سيناريو إسقاط الجيوش العربية ، والذى بدأ بخطة محكمة لإسقاط الجيش العراقى ، وللأسف خدع كل العالم فى المخطط الأمريكى ، ثم إسقاط الجيش الليبى وتدمير ليبيا ، وقتل العقيد معمر القذافى ... ** نفس السيناريو يدور الأن فى سوريا ، وبعد أن يطمئن الشيطان الأعظم فى العالم "باراك حسين أوباما" ، سوف يوقف كل مساعداته للجيش المصرى ، وسوف يترك العنان لكل أعوانه ، لتكرار نفس السيناريو فى مصر .. حتى تنتهى مصر وينتهى جيشها .. وأعتقد أن الجميع يعلم هذا المخطط ، وهو ما أطلقت عليه أمريكا الجائزة الكبرى ، وهنا يقصدون مصر لتقديمها إلى دولة إسرائيل ، وأطلق بعض الرؤساء الأمريكان على إسرائيل بعد إسقاط كل الدول والجيوش العربية "جنة 2010" ، وهى الخطة التى تنتهى فى 2010 ، لتصبح إسرائيل أقوى دولة فى الشرق الأوسط .. ** أما ما يثير القرف والإشمئزاز .. أن الجميع يرفضون الإعتراف بذلك .. فهل هو غباء فوق العادة أم هو جهل وتعمد فى التضليل وطمس الحقائق ؟!!! .. ** ورغم البلاهة والغموض والفيلم الهندى الذى يحيط بعملية إختطاف الجنود السبعة .. إلا أن اللواء "أحمد وصفى" قائد الجيش الثانى يقرر ومعه بعض الوفود من مشايخ سيناء أن يحتفل بتحرير الجنود السبعة ومناقشة المرحلة القادمة من تحركات قوات الأمن لملاحقة الخارجين عن القانون .. والكارثة إنه وجه الدعوة لبعض القيادات السلفية وجماعة الإخوان المتأسلمين لحضور اللقاء .. فهل مازال يرى اللواء "أحمد وصفى" أنه بالفعل تم تحرير الجنود السبعة أم أنهم أطلق سراحهم بعد مفاوضات سرية ، لا يعلم عنها أحد شيئا .. ولكنها حسب رأى الشارع المصرى فكل ما حدث كان من تدبير جماعة الإخوان ، بقصد توصيل رسائل متعددة للمعارضة وللشعب بأن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة .. وأن بيده الأمر وليس الفريق السيسى وهى رسالة أيضا للقوات المسلحة حتى تكف عن طمأنة الشعب لحمايتهم ، لو أرادوا ذلك .. وهذا واضح جدا من كلمة الفريق "عبد الفتاح السيسى" أمام الفنانين والمثقفين والكتاب ونجوم الإعلام .. ** هناك سؤال أخر .. أى إحتفال يدعو إليه اللواء "أحمد وصفى" ، وحتى الأن لم يتم القبض على قتلة جنودنا الـ16 بالقوات المسلحة ، وهم يؤدون دورهم فى حماية الوطن .. رغم أن الجناة معروفون .. والقوات المسلحة صرحت فى أكثر من مرة أنهم توصلوا للجناة .. ** وفى لقاء السيسى الأخير .. قرر أنه لا يعرف من هم قتلة الجنود والضباط برفح ؟ .. وهذا يعنى غلق الملف ، كما أن هناك 3 ضباط مخطوفين ، ومعهم أمين شرطة منذ ما يقارب من عامين ويؤكد البعض إنهم فى سجون حماس ، والبعض يؤكد أنهم قتلوا ووزير الداخلية يؤكد أنهم أحياء يرزقون وأنهم مختطفين ، وهم لا يعلمون من هى الجهة التى قامت بخطفهم .. وأتساءل رغم كل هذه الإهانات التى وجهت للشعب وكل المؤسسات الأمنية ، هل الشعب لا يدرك حجم الإهانات التى طالت كل أبناء هذا الوطن ... فمازال البعض يتابع مباريات كرة القدم .. رغم فشلها ولكن إصرار حكومة الإخوان على إستمرار الدورى هو دعوة للشعب لإلهاءه عن الأحداث الجارية .. ** أما عن التصريحات الساذجة والبلهاء لإحراق الوطن ، فقد صرح د. "عصام العريان" نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أن القيادى بحركة فتح ، الممثل الشرعى للدولة الفلسطينية "محمد دحلان" ، بأنه وراء عملية إختطاف الجنود السبعة وأن حركة فتح تدفع بعناصرها فى سيناء لزعزعة الأمن فيها بتمويل من دولة الإمارات .. ألا يستدعى هذا الخبر بأن يضحك الجميع ويسخرون من هذه التصريحات الصبيانية .. فالجميع يعلمون أن حركة فتح هى الممثل الشرعى للحكومة الفلسطينية ، التى تلاحقها منظمة حماس الإرهابية للفتك بكل جنودها كالذئاب ، يفتكون بضحاياهم .. هل يعقل أن تكون هى المتهمة بالإرهاب .. صحيح إذا لم تستحى فإفعل ما شئت !!! ... ** أما أحدث كوارث ذئاب الجماعة لحرق مصر بمن فيها ، هو القانون الذى وضعته الجمعية التأسيسية للدستور والسماح فيه بمباشرة الحقوق السياسية لصف ضباط وجنود الجيش والشرطة وقطاع الأمن المركزى بالتصويت فى الإنتخابات البرلمانية ، وموافقة المحكمة الدستورية على إقراره بعد عرضه .. وهذا يعنى ببساطة أخونة الجيش المصرى والشرطة المصرية ، والإطاحة بكل القيادات الوطنية وزرع قيادات إخوانية داخل كل المؤسسات العسكرية ، وطبقا للأوامر الصادرة من القيادات العليا سيتم التصويت على أعضاء الجماعة الموالين للحاكم الذى هو بحكم منصبه ، القائد الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة .. ** وبالطبع .. هذا سينهى الصراع الدائر فى الشارع المصرى وسعى الجميع لسحب الثقة من الرئيس ، وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة .. فالرئيس لن يسلم السلطة مهما حدث ، وهذا ما أوضحناه فى مقالنا السابق ، وقد أكده الرئيس فى حواره للجالية المصرية فى أديس أبابا .. ** إن الخطط الشيطانية والشعارات التى يرفعها ذئاب الإخوان هى الإصرار على حرق مصر بمن فيها .. فهل يمكن أن يكون هناك ثورة قادمة يقودها شرفاء ووطنيين ، وخلفهم الشعب المصرى الأصيل ، وليسوا المأجورين أو الخونة لإنقاذ هذا الوطن .. ** إدعوا معى أن يحدث هذا لإنقاذ مصر من المخطط الإرهابى للقواد العالمى .. الرئيس "باراك حسين أوباما" !!! مجدى نجيب وهبة صوت الأقباط المصريين