تسحرني تؤججني تلهبني شوقا/ ميساء ابو غنام

كثيرة هي المشاعر التي ترافقنا في زلات لحظاتنا ......حياتنا قنبلة موقوتة صامتة متفجرة متألقة منهارة في لحظات الميلاد الاولى المتجددة وفي لحظات الوفاة  الابدية  والموت المتكررة في كل رشفة قهوة نحتسها بين الاشراق والغروب.....
سيجارتي التي لم اشعلها ولن اشعلها خوفا من الاحتراق الذي قد يرافقني نحو العد التنازلي نحو النهاية....ما زلت اعيش التألق الممزوج بنشوة البقاء،هو ذاته  الغرور المدفون في نفس مبدعة محطمة  تبحث عن حيز ما في مكان من الكون،تتنقل كما الفراشة  تنظر تستبصر تحاول الدخول في عنق الزهرة تشتمها تتذوقها وللحظة تخرج وكأنها لم تدخل كما السارق الذي يبحث يسرق العليق باحثا عن الورد......
وحين يأتي الليل على عرفتي ابدأ بالبحث عن النوم في ريش وسادتي،اعد العشرة لافيق على كلماتي هذه حيث استنشق الروح الميتة في احلامي المأزومة والمبدعة،وابدأ بسرد حكاياتي عبر كلماتي....خذوا روحكم وعانقوا  روحي وحلقوا في كلماتها،كلمات الحب والعشق والحياة ،اه كم هي دقائق صمتي التي شكرته  فيها حيث كانت وكانت..............
"كانت لحظة من العمر شكرت السرطان حينها.. نعم شكرته لانه صالحني مع ذاتي... اليوم طلقت الحالة الاستسلامية التي كبلتني واعتقلتني وغيبتني حيث كنت معتقلة حد الصمت القاتل في مفاهيم العادات والتقاليد .. لم تعد عائقا أمامي .. اليوم انا بكياني ووجودي احقق الانتصار على ذاتي.... اصبح الجسد ملهما واصبحت العيون براقة واصبحت الحياة متعة واصبحت الروح عاشقة واصبح الهواء حرية واصبحت فلسطين حضنا واصبح الاستقلال حلما واصبحت انا وطنا...."
ما اجملني حين ارى عالمي اجتاز الحدود.. حين اقف صباح كل يوم انظر الى اشراقة الشمس تجعل حلمي اكبر.. حين اداعب طفلَي وكأنني اراهما للحظة الاولى.. لم يعد الاحتلال عائقا لقد اجتزته واجتزت معاناته وقسوته.. نعم اصبحت اقف على الحاجز وارى جندي الاحتلال قزما امام عظمتي.. احيانا اعتقد انني في مكان اخر من الحياة، ربما جسد يسير في امكنة مختلفة ولكن روحي تتجول في مكان ما بعيدا عن صغائر الاشياء.. من قالان الموت حقيقة، ان الموت كذبة نعيشها لندفن احلامنا بالخلود، من قال ان الحياة زائلة، الحياة شعلة تطفئها حين ترى الفناء امامك.. استيقظ من نومي كل ليلة في ليل بيتي الحالك سوى شعاع القمر الذي يخترق غرفتي ودون ان اشعر امسك هاتفي المحمول وابدأ بالكتابة عليه اجمل مشاعري وافاجأ صباحا حين ارى روحي تألقت بعشق ربما اخاف حينها على معشوقي منه ومنها."
"احبك من قلب عذريتي التي سلبت، ومن نواة حريتي التي انتزعت.. كنت انت وما زلت عنوان حياة وممات... لا اصدق كم هي لحظات الخوف على غير عادتها تشبعني ارقا. انام واصحو على دقات قلبي تحن لهواك وللمسات يديك ولانفاسك وهي تعزف سمفونية حبك "دو ري مي" عشقا متأججا....تسحرني تؤججني تلهبني شوقا في لحظة اللقاء... ما اجملك حين تلتقي الشفاه متعمقة في شهوة الحب ذائبة على صوت بحر هادئ يحمل امواجه بصمت حتى لا يزعج شفاها اغرورق لعابها كأعصار هائج بين عاشقين لساعات.. حينها كان الموت السريري لثقل الحياة والام الماضي.. ملائكة الليل تحرسهما تخرج من قمر السماء في ليلة صيفية لتبارك عبادة السنة تتلوى....اه ما اجمل القبل حين تذوب في تعابير مغمضة العينين والايدي تتلامس على وجنتين باحثة عن مخرج عن مسامات حياة.....اه ما اجملك حين تتنفس اورجازما اللقاء.. حين تلمع عيناك شعاعا صارخا.... حين يكون العشق حالة والحب مرضا واللهفة مطلبا"......
تؤجنني تفاصيل الاشياء.....تؤجنني،لا تسألوني لماذا وكيف ومتى وكل مفاتيح التساؤلات التي تتجول بمنع التجول،نمتلك الحقيقة المطلقة ونعيشها بشعار بقائنا.....الموت كذبة نعيشها لندفن احلامنا بالخلود،يستغرب البعض من حالتنا،نكفر نتهم يهدر دمنا ولكن؟؟؟لا فائدة من العويل او الصراخ على تجوالنا فنحن هناك معهم ومعنا،نحن مع الانا الصارخة في زمن الصمت....

CONVERSATION

0 comments: