الْهَدَفٌ لَنَا/ رحيمة بلقاس


عَلَى صَوْتِ مَنَابِرِ الإِعْلاَم
نَسْتَيْقِظُ  فِي ذُعِر
نَقْسُ نَقُوسِهَا
يَصُمُّ .. يُفْزِع
مَذَابِحٌ وَ أَحْلاَم
آلاَمٌ وَ آمال
يَوْمٌ يَمْضِي
وَ يَوْمٌ يَأْتِي
عَامٌ انْصَرَم
وَ آخَر آتي
وَ الدَّمُ يَجْرِي
السُّجُونُ مَلْأَى
الْقُلُوبُ شَجِيَّة أَسْرَى
عُيُونٌ ذَابِلَة وَ أَسَى

تَتَوَالَى الأَزْمَانُ
وَالأَمَاكِنُ شَتَّى
هُنَا وَ هُنَاك
ذَاتَ الْمَدَى
وَذَاكَ صَدَاهَ
يُرَدِّدُ النِّدَاء
قَرْنٌ انْقَرَضَ أَوْ أَوْشَك
وَ شِعَارُنَا دَمْعٌ ضَنَى
نَحِيبٌ عَلَى أَبْوَابِ الْقُدْسِ عَلا
وَ الْيَوْمُ بِكَلِّ الأَعْتَابِ شَدَى
عَوِيلُ الأُمَّهَاتِ
شَجَنٌ بِأَفْئِدَةِ الآبَاء
طُفُولَةٌ عَلَى مَرَابِعِ الْحِجَارَة
هَيْفَانِينَ
مُتَوَحِّشِي الْجَوْف
وَجُفُونُهُمْ تَشْرَئِبُّ للعُلاَ

فَجْرٌ بَالأُفُقِ عَلَى بُعْدِ الْمَرْمَى
مُبْهَمٌ وَ الدَّمْعُ بَكَى
طَرِيقُنَا عَبْرَ الصَّحْرَاءِ
الْهَجِيرُ وَ الْقَيْظُ عَصْلَجَ
اشْتَدَّ الْعَطَشُ لَظَى
مَاضِي انْقَضَى
أَخْطَاءٌ وَوِزْرٌ أَثْقَل
حَاضِرٌ وَ اللَّيَالِي دُجَى


الرِّيَّاحُ ثَكْلَى
سَرَّجُوا الأَحَادِيثَ
وَ مَوَائِدَ مُسْتَدِيرَةً
الْوُعُودُ وَ الْوَهْمُ نَغَى
أَسْرَجْنَا الشُّمُوعَ
وَ الْحُلْمُ ثَوَرَاتٌ
وَجْهُ الْكَوْنِ لاَبُدَّ أَنْ يَتَغَيَّرَ

كِلاَبٌ يَتَهَارَشُونَ عَلَى الرُّفَاة
النَّفْطُ وَ الْعَسْجَدُ
يُهْدَرُ سَرَاباً وَ سُدَى
أَجْسَادٌ الرَّعِيَّةِ
عَلَى أَعْمِدَةِ الْخَرِيفِ تَتَشَظَّى
نِيرَانُهَا يُخْمِدُونَهَا
هَلْوَسَاتٌ وَ بَصِيصُ ضَوْءٍ خَبَا


الْهُبُوبُ صَرْصَرَ وَ عَتَى
لاَ تَقَهْقُرَ
وَلَوْ كَانَ الْمَصِيرُ الرَّدَى
الْغَشَمْشَمُ غَبْغَبَ
مَوْعِدَهُ قَدْ دَنَا
جَزَّ النَّخِيلَ جَزّا
وَ جَنَيْنَا الذُّلَّ وَ الْهَوَانَ رَطْباً
وَ تَمَرَ أَسْوَدَ
الْقَافِلَةُ زَاحِفَةٌ تَـتَمَادَى
الْمَحَطَّاتُ شَتَّى
الطُّرُقَاتُ أَشْوَاكٌ وَذِئْبٌ عَوَى
مَصَابِيحٌ انْطَفَأَتْ
وَ أُخْرَى تَتَلاَشَى
عَزْمُنَا لاَ يَتَزَحْزَحُ
مَا حَيِينَا الْهَدَفُ لَنَا

9\5\2012
سلا \\ المغرب

CONVERSATION

0 comments: