يَعْسُوبُ قَوْمِهِ/ رحيمة بلقاس


اَحِنُّ إِذَا تَذَكَّرْتُهُ
لِلْأَطْلاَلِ هَجْسُ ذِكْرَاه
تُوَشْوِشُنِي..تَتَرَاءَى لِي
غَرَانِيقُ عَيْنَاه
فِي خُيَلاَء أُهَرْدِبُ
وَ الطَّرْفُ بِرَمْشٍ رَمَاه
الأَرْضُ وَدَفَة خَضْرَاء
غَيْسَانُ تَعَسْعَسَ
وَ السَّهْمُ مِنِّي أَرْدَاه
كَمَخَ بِأَنْفِهِ مُتَعَجْرِفاً
حَزَرَ أَنِّي مُتَيَّمَةً بِهَوَاه
يَعْسُوبُ قَوْمِهِ
بَيْنَ الزَّهْرِ تَهَادَى الْهُوَيْنَة
بَاقَاتُ الْوَرْدِ النَّدِيِّ
تَحْمِلُ شَدَاه
جُمَان وَ عَسْجَد
حَرِيرٌ وَ زُمُرُّد
كَانَتْ هَمْسَةَ نِدَاه
غَيْدَاء أَمْضِي
عَلَى الزَّهْرِ الرَّيَّان
وَ الجوَى كَوَاه
مِثْلَ الطَّاوُوسِ
يَخْتَالُ بِسَاحَةِ الْكُرُوم
بَيْنَ التَّرَى وَ الثُّرَيَا
تَكَادُ تُلاَمِسُ قَفَاه
كَالْبَحْرِ أَغْدِقُ الْعَطَاء
حَتَّى يَحْسِبَنَّ
أَنَّ الْغُصْنَ مِنِّي
دَاعَبَ يَدَاه
أُدْبِرُ لِلْوَرَاء
فِي غَنَجٍ مُسْدِلَةً عَيْنَيَاي
هِزْبَرٌ إِذَا غَشْمَر
الْفَرَائِصُ تَرْتَعِشُ
وَ الْجِدُّ صَحْصَحَ بِلُقْيَاه
وَ إِنْ مَرَّ بِأَعْتَابِنَا
دَعْلَجَ فِي خُطَاه
بَشَاشَةٌ عَلَى مُحَيَّاه
لَظَى الْهَشِيمِ بِمَوَاقِدِه أَرَاه
الْبَدْرُ شَعْشَعَ بِالضِّيَّاء
وَ السَّحَرَ هَلَّ بِسَمَاه
مِنْ نَافِذَتِي أَرْمُقُ ظِلَّه
تَرْسُمُ الأَقْمَارُ لَوَحَات جَوَاه
لِلْإِقْتِرَابِ يَدْعُونِي غِنَاه
سَرَايَا فُؤَادِهِ تَتَأَجَّجُ بِالْحَنِين
عَبَثاً يُحَاوِلُ إِخْفَاه
الْعِطْرُ مِنْهُ انْدَلَقَ
بِسِحْرِ مُحَيَّاه
وَ النَّجْمُ حِينَ أَقْبِلُ
يَخْفُتُ فِي حَيَاء
كَانَتِ الْمُدَامُ الْمُعَتَّقَةُ
بَلْسَمَ ضَنَاه
**
هَوَاهُ اتَّضَحَ

 يَا جَدَائِلَ الشَّمْسِ بِالنُّورِ
مِنْ ثَغْرِهِ انْسَجَلَ
فَوْقَ مِسَاحَاتِ الْخَمَائِلِ
ابْتَسَمَ
يَغْسِلُ غَبَصَ الْعُيُونِ
بِالأَمَلِ أَنْشَد
بِسَقْسَقَاتِ الْمَاءِ الْعَذِب
بَيْنَ غَابَاتِ الصَّنَوْبَرِ وَ الْفِلِّينِ
ضَفَائِرُ الضِّيَّاءِ أَرْخَت


نَغَى وَ هَمَسَ لِلْفُؤَادِ
غَيْرِي لَمْ يَفْهَم
أَرَاهُ بِسِحْرِ الْغَيْبِ
الدَّمْعُ انْسَجَم
زَافَ بَصَري يُحَلِّقُ
بِغَيَاهِيبِ مَا خَلْفَ النَّجْم
نَفَحَات الرِّيح انْهَمَر
عَلَى خَدِّي تَمْسَحُ النَّدَى
وَعِطْرُهُ انْسَكَب
أَسْجَى الْبَيْنُ الْفُؤَادَ انْكَدَر
كَسَحَ خَلَجَاتِي اخْتَرَق
وَشَوْقَهُ بِالوُجْدِ عَصْلَج
صَبْرِي مِنِّي أَفْلَصَ
تَخَلَّلَتِ الصَّبَابَةُ  ثَنَايَا وِجْدَانِي
تَكَوْسَجَ عَقْلِي
وَخَرَائِطُ الْجَوَى كَبُرَ وَ اتَّسَع
كَسَمَ الْقَلْبُ فِي هَوَاه
وَكِبْرِيَائِي لِي أَلْجَم

أَرْخَى اللَّيْلُ سَدَائِلَ الدُّجَى
عَانَقَنِي السُّهَادُ
عَصَمَ إِلَيَّ
وِسَادَتِي صَدَفَتْ عَنِّي
بِالصَّدِّ أَعْرَضَتْ تَمُدّ
خَجْخَجَ بِهَمْسِه
أَقْبَلَ بِبِنْتِ شَفَةٍ يَنْبِس
غَبَثَ الْوِصَالَ بِالْهَجْر
الأَمْرُ تَوَشَّجَ وَ اخْتَل
أَرَاهُ بِصَمْتِي .. بِجَهْرِي
فَوُجْدِي مَا أَخْطَأَ
تَمَاهَى الْخَيَالُ بِمَلاَكٍ
نُورُهُ انْهَمَرَ
شَعْشَعَ كِيَانِي
صَبَابَةٌ وَ جَوَى انْسَكَب
نَبِيذُهُ غَيْرِي .. مَا أّثْمَل
لَكِنَّهُ أَسْكَرَنِي
وَإِنْ كَانَ هَجْسُهُ أَخْفَى
فَبِي اتَّضّحَ وَ ظَهَر

سلا \\ المغرب

CONVERSATION

0 comments: