امرأةُ العِـشق الـفـوْضوي/ ياسمينة حسيبي


1 -
امـرأةُ الفـــــوضَى
لا أهتمُّ بتــــرتـيب أَنْـفاسِي
في صــــدْري
ولا أخـشى الموتَ في الأشعار
أغازلـُـكـَ بألَــقٍ أنْـثـويّ
في خمســين قصـــيدة
وأُعلنُ بـراءة القُـبلة
منَ الظنون
ومن احتمالاتِ الـــغِواية
هي قنـاديلُ النّـشوة تتعثّــرُ
في دمــكَـ وأنْــفَــاسكَـ
فتَـمشي مُــتَـسَرْنِـمًا
يــقـُــودُكَ التّـيــهُ
إلـى السّراب المُشتهى
تُـكـدِّس اللّهفةَ في جيْـبكَ
باستمرار
وتُــنَــقّطُ باللّـــون الأزرقِ
مياهَ البِـحارِ !

2 -
يا رجلا (أَتَـنازعُهُ) كالموت
احترقتْ جِـهاتُكَــ الأربعة
من شُهُبي ونـظراتي
ولستُ أرمشُ كثيراً
حتى لا تحترق أكثر... وأكثر
أنـي أراكـَ (بأصابعي) الآن
أراكَـ بما يكفي
لكي تركضَ بيني ... وبينِي
حائراً بين أسماعٍ وأبصار
أراكَ بما يكفي
ليهطلَ عُـمرُك في كلّ اتجاهٍ
كرذاذ الأمطار
يا لَـجبروتِ الأصابعِ
يا لَطغيان اللّمسِ
إنكَ تتساقط من وجهكَـ المرمريّ
في تسبيلةَ العيون (الجسُورة)
رويدًا ...
رويدًا ...
لأَنْـتشر فيكـَ كالأقــدارِ !
3 -
جَـسدِي يَـمْـشي عكْــس ظِـلّي
يشاغبُ فوهة البركان
ويراقِـصُ أجراس نداءاتكَـ
على دندنات الريح .
وضوضاؤُكـَ الصامتة
تتطاولُ على بـراءة النهار
تنتفضُ أكفّي المخضّبة بالحنّاء
لتُعلنَ بأنني امرأةٌ
من زمن جَـسور
ومن تراتيلِ الضّـوء والبخور
وأساطير فينوس وعشتار
أَسحبُ منْ نظراتكَ صبوةً
ثم أخـــرى...
أتَـنقّـل في أوردتكَـ كالإعصار.
وقطرات المطر
تَـنْـقُر على زجاج روحكَـ
والغنج يتــموســق
على إيقاع قُـبْلـةٍ تعزفها الشفاه
سمفونية الذوبان والانصهارِ !
4 -
هذا الليل يزفّ إلَـيكـَ السفر
في كُـتلِ الدّخان العنبريّة
خَطوُكـَ موصُـول بطريقي
ولا وطــنَ لكـَ ياحبيبي
سوى عيوني وأشعاري
يا رجلاً ينبعث بكل الشوق
من أبخرة النعناع
هذا العالم لنا وحــدَنا الآن
فمُــدَّ أصابعكـَ الحائرة
خمسًا ... وعَشرًا
في العُـطور اللّيلكيّة
في أحـــراش اللهفة
حتّى تَختفي حــواسكـَ
عن الأنْــــظار
تعلّم طقوس الغوايَـة الأبديّة
من جَـسارةِ صمتٍ خجول
فُــكّ طلاسم الغـنج بشفاهكـَ
وتمسّــكْ بِـتلابـيبِ الـــوَرد
حتى آخر الرّحِــيـق ...
دَع سبْحة الضوء تَنْــفرط منكـَ
شعاعًا ... شعاعًا
لتعْـلَـق روحكّــ الضمآى
ما بين الجَـنّـة .... والنـار !

CONVERSATION

0 comments: