من أنا؟/ رحيمة بلقاس


أنا ابنة الأطلس الشامخ الأنف
أنا ابنة أبي وأمي
أمازيغية الأصل
أحب ديني وفصلي
لله حبي وطوعي
رسوله محمد له عشقي
لا أخشى غير ربي

سماني أبي رحيمة
عن عمتي اسمي
أحبني ومن دون إخوتي
توجني بحِمْلِي
عنهم أوصاني بعده وبعد أمي
رافقتني المسؤولية منذ مهدي
ما عرفت الطفولة ولا ربيع العمر
أنا أكبر إخوتي بعد أخى
أحسه أبي فهو عزائي وسندي
أنا من رضعت الحرف لبن أمي
عشقت القصيد والشعر
من أبجدية الضاد ارتشفت كأسي
وهسيسها نسج صوغي
رومانسية الروح
قمعوني عنها
ومنعوها عني
انكتمت وباد الهمس بعمق لحدي

أنا من غادرت بيت أهلي
إلى غربة بوطني أحضنها وحدي
بين براثين عالم وحشي
أسْجل العطاء بصمتي
أَوُدُّهم لكنهم حسبوه ضعفي
للبيت.. للضيف
بشاشة وجهي
لكن المجتمع رجعي
ما احترموا حرمة فكري
كسرت اليراع
ومزقت القرطاس ولوحي
ألغيت نفسي
ووأدْتُ وجدي
تسبسبت العبرة من حدقي
وحزم الحلم حقائب الرَّحْل
والبسمة تهودجت راحلتي
الى غير أوب
لله أفضيت أمري
وصنت شملي
أَوَ تسألني عني
ياشاعر فلسطين
الحر..الأبيّ
يا من جند دمه والقلم والشعر
للنصر .. للعلا يروي
حرفا مشرئب الرأس
عانق الألق.. اَلنَّجم انحنى
للمرجان واللؤلؤ بصفحات المجد
أنا من رباني أبتي
على حب فلسطين ووطني
الكبير والصغير لهم دمي يفدي
ترعرعت في عالم
عبر الأثير نتسامر حول فتح
وصوت جمال عبد الناصر بسمعي
البندقية امتشقها العربي الأصل
إما موت أو نصر
المقايضة لا تجدي
ولمن ساومني عن عرضي
له سهمي في النحر
أنا من بيت العنفوان والصدح
لا نركن للذل

ها أنذا تلفظني نفسي
بعد طول خرسي
أتلولب بصدري
سجَلتُ بالروح من أعلى رأسي
لأهوي بأدغال القصيد والنثر
حوافر البيداء الجوفاء
داسته
وركنتُ في سبات ظلي
أجرجر أذيال جداول القيظ
لظى على خد الزهر
بين الماضي ويومي
وغذٍ.. وذكرى بجوفي
شموع أُسْرِجَتْ للكل
أذرف دمعي
أنير بوهجي سديم الليل
أنا من توسطت السماء كالنجم
أشع بالنور من حولي
مني تُسْتَمَّد الأنوار
وبجوفي سعير حلمي
ألا ليت شعري
أتدارك أمسي
أروي ظمأ الأنفاس للحن
نبصت الريح بعمقي
عصافير الروح نواعج
اندفقت بالفل بالياسمين
بيضاء فوق الصحائف
وعلى الصفائح
حمامات تهدل بشدوي
تبوح بما يغلي باللواعج
تارة بنفط الخوالج
وأخرى بجوى الجوارح
يجيش الفؤاد بصبوة المجد
كبرياء تتدفق وتندلق كالسيل
جلمود صخر حط من عل
تشظت الجبال من كثرة اللطم
ومن عمقي تطاير شظاها حبر فاقع اللون
بصبابة تناغش الجوانح
ملتاعة بهوى العروبة
أصبو لوحدة الصف
قوة ضد من عاد عرقي
يجيش بصدري
بركان سخطي
بين أناملي قلمي
وعن شدقي رحل صمتي
تحشد القصيد بلثتي
لهاتي عطشى لماء النبع
على مسارح الساحات
أصوات أبنائي وأهلي
بالعيش الكريم تنادي
وسياط الجور
على ظهرهم رسمت خرائط الظلم
خلف القضبان أنين الحر
اِنفطر كبدي وسال حبري
بعدما اكتوى بلوعة قلبي
اندفق من نسغ وريدي
بكى الوجدان من ظلم
دوي القربى وأولي أمري
من جرحهم شكى الهوى
وجواهم ما اشتكى بوجدي
لن أصمت عن المنكر والجور
ماجت أغواري بالصور والمأسي
اكتحلت مقلي بسهدي
أزحت الغشاوة والوجل
بكحل طرفي
بمرود الضوء وبهاء الصدق
قوارير العطر
اندلقت بروضي
للضياء .. للكبرياء.. للوفاء
للقيم و النبل
اشتعل القصيد بنبضي
يتحدث بصفاء خافقي
شعشع اللفظ
سطع على شفاه النغم
ترنيمات العنادل
بلابل تنساب بصوتي
من رضاب الخمر المعتق بالأصالة
و الأصيل
أملأ كؤوس نخبي
أشرعت الكلام والبوح عَلَناً بجهري
المهند القاطع لرؤوس الحق
أنا من تتحدى كل فصائل الإثم
ببساطتي ..أرفض أي تيار
لأنني لازلت لم أجد ما يعبر عن عشقي
ها أنا أمضي
بين الصخور أرسم خَطي
بأظافري أُجَوِّف دربي
فهل يا ترى سيكون النجاح حليفي؟
أنال المنى وأعانق حلمي
 8\5\2012
سلا\\ المغرب

CONVERSATION

1 comments:

Unknown يقول...

نعم سيكون النجاح حليفك .. شعر رائع وكلمات معبره ومشاعر دافئة .. سلمت يداك ..