من المسيح حتى جبران/ ميرنا شحود‏

هم يسكنون صروحاً فخمة ....
و أنا أراها خرائبَ في أزقّةٍ
يلبسون و يتزيّنون ....
وأنا أراهم لا يفارقون القباحة بشيءٍ
يتبخترون والهامات مرفوعة ....
وأراهم كالدوابِ رؤوسهم تلامس الأرض
يجلسون على أفخم الموائد ...
وهم يبتلعون بشراً و كؤوسهم ارجوان
هم لا يتكلّمون إلّا عن السلام ...
وأنا لا أرى إلّا سبياً و قتلاً و احتلالا
يوضّبون الموت كهدايا ..
يوقّعونها بقُبلٍ ناريّةٍ سامة ...
ويقولون "هذا أفضل " .....
ومن قال لهم أننا نريد هذا " الأفضل" ؟؟؟
من أرسل لهم أُمنياتٍ ما كانت لنا و لن تكون ؟؟؟
من ذا الذي سلّمهم أحلاماً لا أزال أراها موضوعة تحت الشجرة ؟؟
يحاولون إحكام الأغلال،
 ويظنّون أن أنهارنا لا تفجّر سدوداً
و أنّ أشجارنا لا تبتغي جذوراً
و أنّ بيوتنا لا ترتفع من تحت الرماد
الويل لهم من اليوم الذي سَيَرون فيه قبور شهدائنا تتفجّر حياةً
ستأتي الساعة التي يعصف فيها عويلٌ دامٍ يصمّ آذانهم
الويل لهم فالموعد قريب والساعة قد دنت
نعم،
الويل لهم...
لأنهم يدرون
ماذا يفعلون!!

CONVERSATION

0 comments: