
فهو شاعر غنائي ومبدع حقيقي وأصيل اقترن ببناء القصيدة الرومانسية والاغنية العراقية الشعبية في ايام عزها وألقها وسطوعها ومجدها ورونقها وشموخها ، ويعرف كيف يستخدم ويوظف الكلمات ، التي تتماهى مع الفكر التقدمي اليساري التنويري النهضوي ، المنحاز والمناصر لقضايا العمال والفقراء والمسحوقين والكادحين .وهو اعلامي تلفزيوني عرفناه من خلال برامجه "افتح يا سمسم " و"سلامتك الصحية " وسواهما ، ومناضل عريق عانى ظلم وعذاب وقهر ومرارة السجون والمعتقلات ، التي قضى وراء قضبانها أكثر من 14 عاماً .
اشتهر زهير الدجيلي بقصائده الوطنية ، التي تملأ العواطف والاحاسيس والمشاعر المرهفة حنيناً وشوقاً ، وتفيض عشقاً بحب العراق الحبيب ، بلد الرافدين ، ودجلة والفرات . وهو صاحب أغنية "يا طيور طايرة " التي اثارت وتثير في وجداننا الحزن والشجن ، التي أبدع وتألق المطرب العراقي الكبير سعدون جابر، رائد الأغنية الشعبية العراقية ، في ادائها بصوته العذب الصافي الدافئ الحنون.
وقد برع زهير الدجيلي في تصوير الاجواء العراقية الريفية بكل زخمها ومناخاتها، وملامح الطبيعة قي بلد ما بين النهرين ، حيث المروج الندية ، والحقول الخضراء ، والطبيعة الغناء المدهشة . وما يميز قصائده ، التي يكسوها الحزن الشفيف العميق وحب الوطن النازف الجريح ، تلك الروح الناعمة المرهفة ، والنزعة الانسانية الوطنية ، واللغة النابضة بالحياة والتفاؤل بالمستقبل والغد المشرق، والغنائية العذبة ، والصور الرومانسية الحية ، والموسيقى الشاعرية ، التي تشنف الآذان وتحرك الوجدان وتحدث في نفس القارئ والسامع لذة عقلية وحسية وتأثير وجداني .
وأخر ما ما ابدعته قريحة هذا الشاعر وخياله الجامح قصيدة بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، وربيع الحركة الوطنية العراقية الموسومة بـ "القصيدة الدجلية ".
ومنذ فترة يتواجد زهير الدجيلي في ولاية مشيكان الامريكية لغرض العلاج من داء الم به انهك جسده ، وقد بدأت صحته بالتحسن ،وهو امر يفرح ويسر الاصدقاء وكل محبي شعره الشعبي .
خلاصة القول ، زهير الدجيلي من أكثر الشعراء الغنائيين والاعلاميين العراقيين حضوراً وشهرة وعطاءً لا ينضب ، وانتماءً قومياً وعروبياً وطبقياً ، وعشقاً للتراب والوطن العراقي الطامح الى الحرية والديمقراطية والعدالة الانسانية .
فأسمى التحيات المخلصة المترعة بالود والتقدير والاعجاب ، وباقة حبق جميلة نرسلها لشاعر الحب والوطن والانسان ، زهير الدجيلي ، على سرير المرض ، ونتضرع الى الباري عز وجل ان يشفيه من مرضه ، ليواصل الحياة والابداع لما في خير الثقافة العراقية الحرة الديمقراطية والتنويرية والانسان العراقي في نضاله لأجل الحرية والسعادة في وطن حر وغد سعيد .
0 comments:
إرسال تعليق