الدكتاتور هو الوطن/ أسعد البصري

حزب البعث علماني دكتاتوري أليس كذلك ؟؟ . الأحزاب الشيعية ديمقراطية طائفية إسلامية . شنو رأيكم ؟؟ صح لو خطأ ؟؟ . لولا الخميني و ثورته لما كان هناك أثر لهذه العصابات الشوفينية . تريدون علمانية ديمقراطية أليس كذلك ؟؟ .لا عيوني ، والمكاتب الغربية ليست مؤسسات خيرية مال الخلفونه . يسقطون النظام السابق ، ويجلبون أحزابا علمانية للحكم الديمقراطي . لماذا يفعلون ذلك ؟؟ للتنمية ؟؟ لبناء البلاد ؟؟ لتقدم العلوم ؟؟ . وين گاعدين ؟؟؟ . تريدون دكتاتورا علمانيا مع جوع وحصار أمريكي دولي و أمراض بلا دواء ؟؟ . أم ديمقراطية تشبعون بها خبزا و دما و جثثا . تريدون دكتاتورا يُغلق الحياة بحيث لا يحدث شيء أبدا ؟؟ أم ديمقراطية فوضى يحدث في اليوم الواحد ألف جريمة ؟؟؟ . اختاروا شباب أنتم أحرار حقاً .
في المنفى أيام صدام حسين كنا نبحث عن بعضنا كعراقيين . نجلس في بار أو مقهى أو حديقة عامة . نسكر و نعشق و نرقص . نكتب الشعر بأخطائه . نحلم كل ليلة بالحرية . الرئيس صدام حسين كان يحمل عنا كل أخطائنا ، وكنا غرباء مناضلين نثق ببعضنا على الأقل .
بعد السقوط سقط الشعب كله . صرنا نكره و نسرق و نذبح بعضنا . كان الرئيس هو الحاجز الوحيد بيننا وبين حقيقتنا .
نحن لسنا شعبا ، نحن شيعة ، نحن سنة ، نحن أكراد . الرئيس صدام حسين يعلم بأن الحب لا يمكن أن يجمعنا إلا بكراهيته هو شخصيا . الدكتاتور هو الوطن . منحنا ذلك الوهم الجميل . وهم الملائكة العراقية التي تكره الشيطان صدام حسين . صدام حسين يقتلنا بين الحين والآخر لأن تلك كانت الطريقة الوحيدة لمنعنا من ذبح بعضنا البعض ، الخوف كان الدواء الذي يساعدنا على مقاومة الخيانة والحنين إلى الغزاة . مع هذا لم يكن يقوم بواجبه على ما يرام ، خصوصا بعد حصار الأمريكان له عشر سنوات . لقد انتشر حزب الدعوة حينها ، و انتشر السلفيون في البلاد وهو نائم يشعر بالضجر وبعدم رغبة بحصاد القبائل العراقية المتعطشة للدماء .
على العكس جعل الحصار منه كئيبا ، متدينا ، يشن الحملات الإيمانية ، يطلق سراح محمد صادق الصدر من السجن ، يمنحه حق إقامة صلاة جمعة مليونية في بغداد . بل كان يسمح بكتب السلفيين والإرهابيين .
الرئيس صدام حسين كان حقاً يشعر بملل شديد سنوات الحصار ( تسعينات القرن الماضي ) .. وهو يعلم بأن الكبش الأسود سينطح الكبش الأبيض يوما . يعلم بأن بغداد ستصبح مسلخا كبيرا تتجول فيها الكلاب السائبة من الإيرانيين والمجاهدين العرب .
إنني أرى بأن الكلام كله كان مصنوعا ، وإن الثقافة العراقية لم تكن يوما ذكية ولا حرة . اكتبوا المحظور ربما تعثرون على الحقيقة . اكتبوا ضد الإسلام والكعبة وضد أضرحة الأئمة . اكتبوا ضد البعث و اكتبوا مع البعث ، ضد صدام حسين و مع صدام حسين . اكتبوا الممنوع ربما نعثر على شيء . نحن في ورطة كبيرة كمثقفين . لقد فشلنا يا أصدقائي .

CONVERSATION

0 comments: