الأقباط جوارى وعبيد فى عهد مرسى/ مجدى نجيب وهبة

** هكذا يتصور الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة .. أن الأقباط فى شريعتهم جوارى وعبيد .. وقد وضح ذلك كثيرا من خلال الأحداث الإرهابية المفتعلة التى بدأت فى الشارع المصرى منذ وصول التيار الإسلامى إلى الأضواء والسلطة ..
** بدأت هذه الظاهرة بهدم كنيسة صول فى مركز أطفيح .. وفشلت كل المفاوضات لإعادة بنائها .. ولكن بعد تدخل بعض الرموز السلفية وإستعطاف أهل المركز .. تم إعادة البناء عن طريق القوات المسلحة .. وللأسف لم يدان أحد ولم يتم القبض على أحد من الذين حرضوا على هدم الكنيسة ، أو هاجموا الأقباط .. وقالوا "أصلهم كانوا محتقنين" ...
** يعقب هذه الظاهرة .. ظاهرة أخرى أكثر خطورة .. وهى رفض الإخوان المسلمين والسلفيين تعيين محافظ قبطى لمحافظة قنا .. وقالوا "لا ولاية لقبطى على مسلم من اليوم" .. وخرجت اللافتات البذيئة تكفر المسيحيين .. وقطعوا الطريق أكثر من 15 يوما ، وأتلفوا السكك الحديدية .. حتى رضخت الدولة لمطالبهم وأقيل المحافظ القبطى قبل إستلام عمله ...
** وتلاحقت الأحداث الإرهابية ضد الكنيسة والأقباط فى ظل تغول التيار الإسلامى الفاشى على كل مفاصل الدولة ، وعليت أصواتهم .. وبدأت ظاهرة الهجوم على الكنائس ، وعلى متاجر الأقباط ومنازلهم ، والإعتداءات البدنية عليهم .. وتعرض الأقباط للقتل والسحل والنهب على خلفية أى شائعة .. إما شائعة تحويل منزل إلى كنيسة ، أو الصلاة داخل منزل ، أو الإدعاء بالكذب والتلفيق بإعتداء مسيحى على فتاة أو سيدة مسلمة .. وجميعنا يتذكر هدم كنيسة المريناب بالأقصر ، والتى قادها محافظ الأقصر بنفسه .. كما تم الإعتداء على كنائس إمبابة وحرقها عقب نشر شائعة بإحتجاز فتاة أشهرت إسلامها ، وتهجير الأقباط بالعامرية ودهشور ، وأبو قرقاص ، والخصوص ، وبرج العرب .. كما زادت الحوادث الإجرامية فى كل شبر من أرجاء المحروسة بعد نكسة 25 يناير 2011 .. بل الكارثة أن هذا الإعتداء هو بتحريض مباشر من الرئيس الأمريكى "باراك حسين أوباما" .. والكارثة الأكبر أن يخرج علينا بعض الأقباط الأغبياء وهم يرفضون أى إتهام يوجه لأمريكا ، أو أى إهانة توجه لأوباما .. ويدافعون عنه حتى لو أريقت دماء كل المسيحيين فى مصر وسوريا وليبيا والعراق ... بل إننى أتعجب عندما تنطلق بعض المسيرات لنشطاء أقباط ، وبعض المواطنين ، يعلنون عن إتجاههم إلى مجلس الشورى للتأكيد على الوحدة الوطنية ... ألا يعنى ذلك الإعتراف بما يقرره مجلس الشورى من قوانين ، وما علاقة مجلس الشورى بالوحدة الوطنية فى مصر ؟ .. لماذا لا تتجه هذه المسيرة إلى السفارة الأمريكية للتنديد بسياسة أوباما التى تحرض على سقوط الوطن ، وتحرض على قتل الأقباط والمسلمين ؟؟!!!...
** بالأمس .. أجرى الرئيس الغير شرعى "محمد مرسى العياط" حوارا مع وكالة ناسا الروسية .. قبل مغادرته إلى روسيا .. قال "لا أقبل بكلمة أقلية للمسيحيين لأنهم أصحاب وطن .. عددهم أقل ولكن هم أصحاب الأرض كالمسلمين" .. "المصريون يعيشون مسلمين ومسيحيين منذ زمن طويل مع بعضهم البعض ، فلا تجد فروقا عندما يكونون مع بعض أو يعملون فى نفس العمل" .. "أحرص على تطبيق القانون" .. "المصريون مسلمين ومسيحيين يعيشون مع بعضهم البعض منذ زمن بعيد" .. "الجميع أمام القضاء سواء ، مسلمين ومسيحيين وبهود" ...
** وأضاف .. "إن الأصل فى مصر هو القانون والدستور" .. "أعطى غير المسلم حقه كاملا وألا أكون مخالفا للإسلام" .. وأكد أن "مصر بها حرية الإعتقاد والعبادة وبناء دور العبادة بنفس الحقوق كاملة" .. "على الأرض تحدث مشاكل ولا بد معالجتها وأضطر إلى التدخل لحلها طبقا لدولة القانون" ..
** نكتفى بهذا الإقتباس من كلمة د. "محمد مرسى" .. والحقيقة أن هذه الكلمة والعبارات الإنشائية الفضفاضة ليس بها كلمة واحدة صادقة .. فهى تصريحات مثيرة للدهشة والضحك ...
** وللرد على كلمة د. "محمد مرسى العياط" .. أولا المصريون مسلمين وأقباط يعيشون مع بعضهم البعض منذ زمن طويل فى وفاق وحب وأخوة .. وذلك بعيدا عن فتاوى الجماعات الإسلامية وحزب اليمين المتطرف ، وأحد كوادره هو "محمد مرسى العياط" .. فلا فضل لأحد على وجود هذه العلاقة .. بل أن التيار الإسلامى يعمل على دق الأسافين بين أبناء الوطن !!!...
** ثانيا .. إستخدام لفظ مسلمين ومسيحيين فى أكثر من عبارة ، لها أكثر من دلالة ومعنى ، ولا يعنى ذلك إستخدام كلمة مصريون لمحاولة تزييف الحقيقة وتجميل الواقع .. أما عن محاولة نفيك وعدم قبولك بمن يروجون أن المسيحيين أقلية .. فهذه الكلمات كالعادة هى للإستهلاك الإعلامى ليس إلا .. وقد تعودنا مع تصريحات د. "محمد مرسى" والإخوان الكذابون .. إنها تصريحات جوفاء خادعة بلا معنى .. بل أنها قلب للحقائق ..
** ثالثا .. الأقباط ليسوا أقلية .. ولكن من يحاولون أن يروجوا إنهم أقليات هم جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم .. ويبدو أنك تحاول أن تتناسى أمام الإعلام الغربى والكاميرات إنك لا تنتمى لهذه الجماعات .. ويبدو أنك تتناسى بعض الأحداث الإرهابية الطائفية التى حدثت فى مصر منذ أن إبتلينا بنكسة 25 يناير 2011 .. وظهور فضائيات السفالة والإنحطاط .. ليهل علينا شيوخ الفتنة والتحريض وخروج كل المبوقات للتجريح فى الكنيسة والسخرية من العقيدة المسيحية .. وسب وقذف الأقباط  .. ومن نجوم هذه الفضائيات ، الشيخ "وجدى غنيم" ، والشيخ "أبو إسلام" .. والعديد والعديد من الذين يهلون علينا ليلا نهارا يكفرون الأقباط دون أى ردع أو محاسبة ..
** رابعا .. تتحدث سيادتك عن أن الجميع أمام القضاء سواء ، مسلمين ومسيحيين ويهود .. ويبدو أن الرئيس تناسى أن المجتمع إنشق بين "أقباط ومسلمين فى صف واحد ضد إخوان متأسلمين فى صف أخر" .. فأبناء العشيرة والجماعات المتأسلمة لها كل إحترام .. ولا يتم محاكمة أحد حتى لو إرتكبت ألاف الجرائم .. أما فيما عدا ذلك ، فكل الفصائل المصرية خونة وعملاء ومندسين ، يسعون لقلب نظام الحكم ، ويعطلون مسيرة الإنتاج والنخبة ..
** خامسا .. يتحدث الرئيس عن تطبيق القانون .. فأى قانون تتحدث عنه وأنت أول رئيس فى العالم  يهدر القانون علانية ويتحدى القضاء ويسقطه ويصدر قرارات لتأليته وعدم المساس بها أمام أى جهة .. وحاصر المحاكم ورفض تنفيذ الأحكام الصادرة .. فإذا كنت تدعى أنك تطبق القانون .. فأى قانون تقصده؟.. هل هو قانون الجماعة .. أم قانون أوباما الأمريكى .. أم قانون دولة الخلافة ؟؟؟!!...
** سادسا .. تتحدث عن الحقوق وإنك تعطى غير المسلم حقه كاملا حتى لا تكون مخالفا للإسلام .. فإذا كنت تتكلم عن الحقوق .. أين حقوق شهداء حادث كنيسة القديسين .. وقد تم إخفاء الملف وحفظ القضية ... بينما تبحثون عن قضايا مبارك وكل النظام السابق .. وربما جميعها قضايا وهمية ..
** أين حقوق شهداء الأقباط الذين عذبوا وسقطوا أمام قصر الإتحادية .. والذين وصفتهم بالبلطجية .. مع العلم بأن البلطجية هم ميليشياتك وجماعتك .. هذا ناهيك عن حقوق الإخوة المسلمين .. مثل الصحفى "الحسينى أبو ضيف" ، و"جيكا" ، و"محمد الجندى" ، والشيخ "إسلام عفيفى" .. وغيرهم الألاف الذين سقطوا برصاص وزارة الداخلية المتأخونة .. وميليشياتك وأبناء عشيرتك .. وأين حقوق شهداء الحدود المصرية فى مجزرة رفح ؟!!!...
** أين حقوق شهداء الخصوص .. سيقول البعض أنه جارى جمع الحقائق ، وهناك لجنة تقصى الحقائق .. وأنا أؤكد أن تقرير لجنة تقصى الحقائق سيخرج بحبس كل أقباط الخصوص بتهمة التعدى على المسلمين ..
** أين حق الكنيسة الأم ، عندما قامت وزارة الداخلية بقذفها بالمولوتوف والقنابل المسيلة للدموع ، والرصاص الحى ، والخرطوش .. كيف لا يتم التحقيق حتى الأن مع السيد وزير الداخلية .. فالذى حدث لم يحدث فى مصر منذ 1400 عام .. بل هو كارثة لا تهدد الوحدة الوطنية فقط ، بل تهدد الوطن بأكمله !!!
** سابعا .. أنت تزعم أن مصر بها حرية إعتقاد وحرية عبادة وبناء دور العبادة .. وأتساءل ، هل يتحدث د."مرسى" عن دولة أخرى .. فعندما تخرج شائعة بإقامة صلاة فى أحد منازل الأقباط ، تكون هذه الشائعة كفيلة بحرق القرية بالكامل .. فأين هى هذه الحرية التى تتحدث عنها .. ثم تزعم أن هناك حرية بناء دور العبادة .. هل هناك قانون بذلك ..
** أعتقد أن هذا الموضوع يتم إثارته كلما بدأت تهل علينا أى إنتخابات برلمانية .. ثم يعاد هذا الملف إلى الثلاجات .. لأن حكم الشريعة التى تطالبون بها .. يقضى بهدم الكنائس وعدم بناء من هدم منها ، وعدم بناء أى كنائس جديدة ، ووقف كل مظاهر الإحتفالات الكنسية ، وتحريم دق الأجراس ، وحمل الدفوف فى الصلاة ، والكثير والكثير من أحكام الشريعة ..
** هذا هو ردى البسيط على بعض المهاترات والخطب الجوفاء لعمل ضجة إعلامية لا أكثر .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: