غَادَرَنِي سُهْدِي/ رحيمة بلقاس



أُسَافِرُ وَاللَّيْلُ جَنَّ

وَ الدُّجَى انْتَشَرَ

وَحْدِي وَالْبَدْرُ أَطَلَّ

بِنُورِهِ تَنَاثَر

مِنْ ثَغْرِهِ أَيْقُونَاتٍ

وَاللُّؤْلُئِ أَبْرَقَ

بِعَيْنَيْهِ سِحْرٌ تَرَقْرَقَ

أَيَا فُؤَادِي !ا

أَبْشِرْ فَالظَّلاَمُ تَبَدَّدَ

قَمَرِي هَلَّ وَ أَقْبَلَ

تَرَكْتُ الْهُمُومَ وَ الأَشْجَانَ


حَمَلْتُ الْقِيتَارَةَ وَ الْكَمَان

أَعْزِفُ الأَنْغَامَ وَ الأَلْحَان

للِطَّيْرِ أَشْدُو

لِلْبُلْبُلِ.. لِلْعُصْفُورِ..للِشُّحْرُور

غَدَوْتُ أُحَاكِيهَا بِالسُّرُور

سَأَلْتُ الشَّادِي

سَأَلْتُ النَّايَ وَ الأَوْتَار

عَنْهُ عَنِ الْغُدْرَان

عَنْ سُيُولِ الضَّوْءِ بِالْوِجْدَان

عَنْ سِرِّ هَذَا الضِّيَّاء

لَمَّا تَدَفَّقَ هَمْسُهُ بِالْكِيَّان

سَأَلْتُ الأَقْدَار

مَا وَرَاءَ هَذَا البُرْكَان؟


هَبَّ نَسِيمُ السَّحَرِ

يُنَادِي للِسَّهَرِ

وَ اللُّجَيْنَ تَفَضّضّ وَ ظَهَر

يَدْعُونَا للِسَّمَر

تَحْتَ الشَّجَر وَ النُّورُ انْتَثَر

بَدْرِي حَضَر

وَالسَّنَا للِرَّوحِ امْتَشَق


سِرْتُ أَلاَحِقُ الْفَرَاشَ وَ الزَّهَر

أُرَاقِصُهَا وَ النَّجْمُ ابْتَسَم

اَلْفَلَكَ اسْتَبْشَر

اَلسَّعْدُ عَلَيْهِ ارْتَسَم

نَسِيتُ الضَّجَر

احْتَضَنْتُ الْفَرَح


بِكُفُوفِ الْيَدِ خَطُّ سَعْدِي

بِأَحْدَاقِي أَشْرَقَ أُنْسِي

اِزْرَعْنِي سَوْسَنَا

أُبْذُرْنِي عِطْرَا

نَدَى الْخَدِّ نَرْجِسَا

أَنْسَى أَمْسِي

أَسْتَقْبِلُ غَدَ حُلْمِي

أَمْضِي بَيْنَ الرُّوحِ وَ قَلْبِي

أَنَاجِي مَنْ بِهِ نَوْمِي

عَانَقَ جَفْنِي

غَادَرَنِي سُهْدِي


بِالْفَضَاء نَجْمٌ يَنْشُرُ الضِّيَّاء

خَبَا لَمَّا أَتَى نَجْمِي بِالْبَهَاء

قُمْتُ وَعَيْنِي مُسْدَلَةٌ بِالسَّنَا

بَيْنَ أَحْضَانِهِ ارْتَمَيْتُ كَالْبَلْهَاء

فَشَوْقُهُ أَشَدُّ مِنْ لَحَظَاتِ اللِّقَاء

وَهَجُهُ أَزَالَ غَمَامَةً سَوْدَاء

أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ فِي جَوْفِ الظَّلْمَاء


24\5\2012
سلا \\ المغرب

CONVERSATION

0 comments: