مَلْجَئي وَ مَلاَذِي/ رحيمة بلقاس

خَلْفَ أَسْوَارِ الْخَيَالِ
وَرَاءَ سُحُبِ الأَدْغَال
لَحْنٌ وَ قِيتَارَةُ السَّحَاب
نَسِيمُ الْهَوَاءِ رَذَاذ
عِبْقُ مِنْ نُورِ عَيْنَيْكَ
شَفَّافٌ يَعِكِسُنِي هَوَاك
أَلْوَانٌ مُرْجَانِيَّة تَتَعَانَق
أّضْوَاءُ الرُّوحِ تَتَمَاوَج
أَوْتَارٌ تَعْزِفُهَا تَتَرَاقَص
بَيْنَهَا مِرْآةٌ تُبْدِي الظِّلاَل
ظِلُّ بَحْرٍ يَتَصَاخَب
وَ طَيْفٌ بِمَدِّهِ يَتَنَاثَر
اَلْيَمُّ فِي جَزْرِهِ هُدُوء
وَالْجَزْرُ بِكَ سَعَادَةُ وَسُكُون
نَوَارِيسٌ وَ شُطْآن
رَمْلٌ وَ ثَرْثَرَات
تَعْلُو مُحَلِّقَةً بِالْفَضَاء
تَتْلُو نَشِيدَ الضّخَّات
اَلرَّمْلُ يُهَمْهِمُ تَمْتَمَات
بَيْنَهَا نَهِيمُ بِتَرْنِيمَات
أَجْفَانُنَا زَائِغَات
هَمَزَات وَ تَسَاؤُلاَت؟
فَهَلْ يَا تُرَى يَفْهَمُونَنَا ؟
وَ يُدْرِكُونَ الثُّرْثَرَات؟
نُوَزِّعُهَا بِالْهَمْسِ
أَيْدِينَا تَرْمِي حَجَرَات
صَوْتُهَا يُرَدِّدُ صَدَى النَّغَمَات
تَخْتَرِقُ الْجَوَانِحَ
تَمْحُو الآهَات
هُنَا عَلَى ضِفَافَكَ
قَوَارِبُ شَوْقِ الْعَاشِقِين
تَرْسُو هَاجِعَةً بِمِحْرَابِك
تَحْتَ ظِلِّ أَهْدَابِك
أَهْجَعُ بِالْهَجِير
أُخَضِّبُ رُوحِي بِأَنْفَاسِك
مُتْرَعٌ قَلْبِي بِالأَحْزَان
أَظَلُّ أَلُومُ الْقَدَرَ بِغِيَابِك
اِبْتِهَالاَتُ وَحْيِ الْأُمْنِيَّات
تَتَوَسَّدُ رِمَالَكَ الذَهَبِيَّة
تَتَسَرَّبُ عَبْرَهَا
تَرْوِي يَبَاسَهَا
تَتَجَمَّلُ وَ تَيْنَع
لِتَرْتَعَ فِي سِدْرَةِ مُنْتَهَاك
تَنْطَلِقُ أَسْرَابُ النَّوَارِسُ
تَعْبُرُ الْبِحَارَ وَ الْمُحِيطَات
وَآهَات الزَّفِيرِ تَجُوبُ الْوِسَادات
آه! يَا بَحر
كَأَنْتَ حِينَ تُحِبُّ
لاَ حُدُودَ وَلاَ مَانِعَات
بَيْنَ الأَنَا وَ الْهُو
تَتَلاَشَى الْخِلاَفَات
تَتَوَحَّدُ وَ تَنْدَمِجُ
تَمَاهِي حَدَّ الْمُعْجِزَات
يَسْكُنُنِي الْبَحْرُ كَمَا تَسْكُنُني
جُنُونُهُ كَأَنْتَ فِي الثَّوَرَات
كَالْمَوْجِ تَتَعَالَى وَ تَمْتَدُّ الْجَمَرَات
فِي الْجَزْرِ تَسْعَدُ الْهُنَيْهَات
نَبْضُكَ قَدَرِي
عِطْرُكَ مَضْجَعِي
لاَ أَدْرِي مَنْ مِنَّا أَنَا
وَ مَنْ مِنَّا أَنْتَ
تَجْتَاحُنِي لأُلْفِيَنِي بِكَ
مَلْجَئي وَ مَلاَذِي
سلا \\ المغرب

CONVERSATION

0 comments: