شيء مني/ جوليات انطونيوس


لا يهمني ذاك الموعد
لكني اترقبه ..
فما من شيء يوقظ بي
شهية الوقت ..
اكثر من  الانتظار ..

لا شيء يجعلني اكثر نضوجا 
 كموعد بعيد عن الرغبة
يتأجل عند كل بارقة فجر ..
ونهاية حلم ..

لا يهمني ذاك الموعد
لكنني أخشى على الياسمين البري
اخاف ان يستبدله النادل
بالاوركيد المستورد ..
ففي بلدي..
يتغنّون  بالياسمين
وفي الإحتفالات  الكبرى  
يستوردون الزهور الأجنبية
في بلدي يزرعون التفاح
ويفضلون الفاكهة الغربية
في بلدي يستوردون الأطباق المعلبة
يستبدلون بها الأكلات الشعبية

سابقى متيقظة ..
أنتظر في حقول الزيتون
أحرس الكروم ..
من العصافير الجائعة
أخاف أن يجف نبيذ الكرمة
فلا يشرب المحتفلين نخبي
أخاف ..
ألّا اتعطر بالميرون قبل موعدي

لا يهمني متى  ذاك الموعد

..لــــــــــكن
سأحتفظ بحقّي في اختيار مكاني
لا أحب الأماكن المغلقة ..
لا أحب انتظار الموتى للبنفسج
ويرهقني  نواح الأحياء ..
أريد مكانا بعيدا عن الغرباء
..
في بلدي كثر الموت
وكثر المشيعون  الغرباء ..

أريد مكانا محايدا لا ينتمي للحب
لا ينتمي للحرب ..

الحب يولد بلا ماض
لكنّه سرعان ما يسكن فيه
والحرب تولد من قبلة
اسلم  بها الحب للماضي  ..
مللت هذا التواطئ المريب

اريده موعدا انيقا .. 
أودّع به شيئا منّي
دون أن يسقط إسمي  
من سفر الحياة ..
سأتجرد من كل شيء
سأخلع جسدي ..
وأرتدي صمتي
وأعد نفسي لموعد
لا يهمّني ..
لــكنه .. سيأتي 

CONVERSATION

0 comments: