(الاهداء الى الشعوب النائمة في أوطان الظلام والقهر والهوان)
أنا الراعي وأنتم الرعـيِّة
أسرح بكم من الصباح الى المساءِ
وأترككم خرفانا ًفي البرية
أضربْ، أسجنْ، أقتلْ مَنْ أشاء بكل حريَّة
وأنتم صاغرونَ تـُقـَدّمونَ لي ألطاعة َالابديَّة
تـُقـَبلونَ راحة َيَـدي وَقـَدمي كقِـنِّ العـبودية
و(الشعراء الصعاليك) ينثرون شعرَهم أمامي
ولسانهم تحت الاحذية
أفعل ما أشاء مقابل (هدية)
فانا الراعي ....
ورايتي أعلى من (تمثال الحرية)
نام الراعي مخمورا ًعلى الريش ِوالحرير
والرعية ترقصُ جوعا ًفي (ساحة التحرير)
عندما أبرد ُاتدفأ بصوفـِكم
في الصباح ِأحلب ُحليبـَكم
وفي المساء ِأشربُ لبنـَكم
وفي الليل ِأُضاجعَ غـلمانـَكم
وانكحُ نساء َمَـنْ أشـــــــاء
ومتى اشـــــــــــــــــــــــــاء
فانا الراعي وانتم الرعـيَّه
في النهاية، انتم صاغرون،
وبالسوط تدفعون الجزية
أخصيكم فـَردا ً فـَردا..
قبل مـَماتي
كيلا تفكرونَ أن تفعلوا بي
ما فعلتُ بكم فيما مضى
أنا الان الانس والجن و"الأمــان"
ألبس ما أشـــــــاء
اشرب ما أشــــــاء
افعل ما أشـــــــــاء
فأنا يخاف مني الشيطــان
انا "قديس" في كل مكان
افتي ما اشـــــــــاء
ومتى ما اشـــــاء
أُحـَلـِّل الحــــــرام
وأُحـَرِّم الحـــــلال
فانا سلطانٌ هذا الزمــان
اعرف أنكم تبصقون عليَّ
في الظلامْ
وفي النهار تعزفون لي نشيد السلام
أعرف انكم تـُصلـُّون في هيكلي،
لأَهلكَ قبل فوات الاوانْ
أعرف أنكم بوجهين
وجه (أبليس) ووجه (قديس)
وانا بوجه (إنسان)
صادقكم هو اكذبكم
وصغيركم هو انذلكم
وكبيركم زاني
لأني مزروع ٌ في نبضاتكم
أحس واسمع القيل والقال
وكل ما يقال،
في السرِّ وفي العلنِ،
وكل الاسرارِ
في هيكلي كالغلمان
ترددون ما أقول ......
تخرسون بما افعل بكم في الظلام
ولا تصرخون لانكم نيام كالخرفان
فانا الفاعل وانتم المفعول به
أعرف انكم تـُصلـُّون في هيكلي،
لأَهلكَ قبل فوات الاوانْ
يا رعيتي يا أجبن الجبناء
فضعوا، في سلتي، عنبكم
لأبني للعاهـراتِ قصوراً تنطح السماء
فانا الراعي وانتم الرعية
فلا تخرجوا عن تعاليمي وعلي َّ
فانا أوكلني الله عليكم رحمة ًوهدية
فلا تؤمنوا بطوفان الشعوب
والبقية إن أتت فلا تحترق أرضي
لأنني، من كل الجهات، محمي بـ (السمتيه).
……………………….
*مخرج اكاديمي عراقي
رئيس تحرير جريدة العراقية الاسترالية
سيدني
0 comments:
إرسال تعليق