وليسَ من نهار دون مأتمٍ للأقمار/ ماهر الخير


كلمة القنصل ماهر الخير
في عيد الأضحى المبارك


في صباح هذا العيد، همسَ النورُ إليَّ، قال: لا تخذلْني، أنا شفيعكَ، إتبعني
أوصلْكَ إلى مفاتن الروح ومهجتها وبهجتها
في صباح هذا العيد، أنصتوا إلى همسِ النور يقول: إتبعوني
: والحقُّ الحقُّ أقول: إنَّ دربيَ شائكة، لكنَّ نقطة الوصول
جناتٌ تجري من تحتها الأنهار، وليس من نهار دون مأتمٍ للأقمار
وليس من إنتصار دون تضحية وضحية
أيها المؤمنون، صدِّقوا دندنةَ النور في هذا الصباح
سيروا في مسيرة الإنقلاب على الذاتِ وعلى الضعفِ والخوفِ والموتِ... سيروا مثل الزنابق البيضاء بعنفوان وإباء
وكرمِ العِفَّة كي تصيروا زبداً يتهادى فوق صفحةِ مياه الجذور والحق والنور
لا تتهاونوا مع الظلام، وليكنِ الخير رايةً وبوارق
أقدموا ولا تحسبوا التضحيات عند الله لا تحتسبُ... ومن يطيع الله، فإن الله لن يخذله
بل سيأخذه بيده من نفق الظلمات والمتاهات إلى إنبثاقات النور اللامتناهي. ولقد خصّكم الله بأن تكونوا خيرَ أمَّة
والخير عُلويّ، أمَّا الشرُّ فسُفليٌّ، ومن منكم لا يتوق للعلاء؟
ومن يتهيَّب صعودَ الجبال
يبقى أبدَ الدهرِ بين الحُفَر
فلا تخشوا التضحيات في هذا الأضحى ، وهل من ثمرة دون ماء، وهل من نصرٍ دون فداء، وهل من بناء دون أمل وعمل؟
إننا لن نصلَ أبداً إلى المُبتغى دون جهدٍ واجتهادٍ وجهاد في سبيل الحق والخير ونصرة النورِ على الظلم والظلام، ونصرة الروحِ
على النفس الأمَّارة في السؤ

وإذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
فطعم الموتِ في أمرٍ حقيرٍ
كطعمِ الموت في أمرٍ عظيم


وهل هناك أنبلُ وأشرفُ وأعظمُ من أن تضحِّي في سبيل شفاعةِ إيمانك وكرامة أيامِّك وكرمَةِ أحلامك... فتتلألأ روحُكَ شُهُباً
في مجرَّاتِ الخالق العظيم
فأهلاً بك أيها العيد، أهلاً بك أيها الأضحى ، ولتبقَ الضحايا ملاحم في بلادي تعطِّر كلَّ أنفاسٍ للجهادِ
العطايا وكلُّ حفنة رملٍ تنطقُ من هنا ترابي وزادي

كل عيد وأنتم بخير


--------------------------------------------------------------------------------


CONVERSATION

0 comments: