في حضرة مانديلا/ محمود شباط

جواز سفره كوني
أصدَرَتْهُ سلطات ابتسامته
الوادعة كغفوة طفل
عابرٌ للقلوبِ ودوائر الهجرة والسفر
دافىءٌ كملامحه الأبنوسية
كالمضيق الحليق
بين شاربي أرنستو
جَثوتُ في حضرته
جمعتُ راحتَي متوسلاً
والتمست :
حَدِّثنا يا نسرنا العجوز
عن فائض زهدٍ بسنام الحكم
أعْلاكَ فوقَ سنامِ المجد
لنحدثك عن زمن خفافيش الحجاج بن يوسف الثقفي
وأظافره المخلبية
وفقراتنا القطنية
أحصِ ندوبكَ يا فيلق المشاعل
وبيرق الأوائل
أرشدنا ! :
حكى النسرُ عن شهد الأمان
فحكيتُ عن فظائعِ الغربان
حكى عن غِلالِ الحقول
وماسِ المناجم
فشكوتُ صديدَ العقولِ
و غاب ِ الجماجم
بتواضع الكبار سَرد جلجلة حجارتهم المسبوكة
في مداميك مساكن شعبية
فبحتُ بنقمتنا على حجارتنا المنذورة
لأوثان جاهلية
وزنابيرِ المناحلِ
و نباتِ الصِبْرِ
في القفرِ القاحل
المرصود بهيبة ضبٍّ أجْذَم
نقش مدخل جحره بأبدية كاصفرار الزعفران
بسرمدية كنهر الزمان
توهَّج جمرُ النقمة في كبد كرامتي
وصرخت :
تلكم هي يا سيدي المفاتيح الأولى
من الصفحة الأولى
في نظامه الداخلي
تباركتُ بملمس قبضة النسر السوداء
واطلقتُ احتجاجي في أذُنِ السماء:
أفردْ جناحَيكَ أيها النسر العتيق
واصفقْ !
يا قرينَ القمح
ومردة ذرى المجد
والعيون المسكونة بعتم السجون
بشِّرْ !
بانتهاء زمن وشم المراسيم
بطلاسم القائد الأوحد
أصفق جناحيك
كقوسي قزح يتبلوران هلالاً وصليبا
أو أي شارة أنسنة
يا نسر السُّهوبِ الخضرِ و رُبى السلام
برِّد رؤوس الطغاة
بدمع الحفاة
ولعاب اليتيم الجائع
لرائحة الخبز على موائد اللئام
ربَّتَ على كتفي وطمأنني :
عربةُ التاريخ عافت مضارب البدو
والحزب الواحد
هي تمخُرُ مضمارَها السندسي
في مدارها المبارك الأزلي
إلى الأمام

CONVERSATION

0 comments: