حكايات الشارع الرئيسي(6)/ خليل الوافي



وشم يجرح الريح في طريقه الى الجسد


عربية كحلية العينين
تسقط الجند من عربات القطار
ويعلو الصراخ
ضجيج النوافذ
المفتوحة على البحر
يتصاعد العبث اليومي
لاجساد تنفلت من الضوء
وتحمي شكلها في الماء
والتربة النادرة
في نخيل الذكريات
تعصف اللواقح زهرة انوثنها
العارية من غربة الرغبة
الجامحة في تقارير سرية
تحمل ارقاما واسماء
تختفي الوجوه
عن واجهة الاحداث
وتلمع الطفولة
في مفاتيح اليد العابثة
بانفراج الموقف
الصاعد الى السماء
تبدا تراتيل صلاة
تداعبها ملائكة السمائين
في ابتهالات دعاء
يرسل الكلمات العابرة
من فم العاهرة
ينحصر السؤال
في الاجابة العسيرة
واللقاء المشترك لحدود اليد
وبقية الكلام
سماء تبحث عن سماء عشق
ملفوف باوراق التوت
ورائحة البخور والقرنفل
يعتريني صياح صبح
لم ينع اصحابه
الذين مروا من هنا
و لايمسح الدمع عن عيون
لا تسال عن شكل الموت
في زهرة ذابلة
وسط مزهرية تزين
سطح بيت
وعلى ناصية الزقاق
تشتد لعبة الطفولة المشاكسة
في عناد الاسلحة
المزروعة في كل مكان
واليد البريئة
تبعثر اوراق مرصوصة
خلف اوراق الخريف
ينفجر الضحك اشلاء
تخاصم اعضائها
في ود اعداء
لم تتفق ارادة شعب
وادارة النظام في حجم النزيف
تختصم المشاهد والصور
عن مصير الشهيد
في جنازة تقصف من بعيد
ويتحول المشهد الى مقبرة
تدشن مكانها لحمل المزيد
تتدافع الاصوات
خوفا من النجاة
والوقوع تحت المقصلة
يكثر التدافع الثقيل
على زمن فولاذي الجدار
والرؤية الشاحبة
من قمر يخاصم نجومه
كل مساء
ويغيب النشيد المبحوح
في ساحة الشهادة
وقراءة الفاتحة
على تراتيل سماء
ترفض زمن الوجود
ولا كيف تسقط عن وضعها
العالق في اناء
تغسل العذراء انوثنها
بماء عطر قزحي الالوان
والملمس تبحث
عن اشراقتها الجديدة
حجر يرتب حضارة
تدون حجم القتل
في كتب التاريخ
زمن الغربة والمنفى
هي الارض
لم تعد تحبل كعادتها
وانقطع خيط الفراشات
المولعة بمداعبة نسائم
عطر فرعوني يخرج
من تنايا ذاكرة
تعجز عن رؤية الصبح
في اشراقة شمس عينيها
ينصهر الشوق سراب
تداويه صحراء
تشفي صاحبها
من الاحتمال البعيد
وتطهر الاجساد من دم فاسد
يشوه صورة الوجه
في المراة
خذ يدي من صوت البحر
المتدفق من شلال الذكريات
واقتراب الشمس
من احتراق الرموش
البدوية واثار الزينة
تعيد للصورة بريقها
وينطفىء ضوء عينيها
حين يمتد البصر طويلا
في وجه القمر
وليل يوشك
ان يحمل اسفاره بعيدا
عن خضرة ضائعة
في الحقول والسهول
الهاربة من وقع الريح
في لهفة الانتظار
واشباع النظرفي الحجر
وسقوط المطر في معنى الفصول
وولادة الندى على جبين
اتعبه السهر
لا تخافي يا صغيرتي
البحر لا يرهبه
الا وجهه في السماء
وتغير لونه كل يوم
يتردد الموج في ركوب السفر
ويعجز المد في مداعبة الجزر
على من يبدا بشد الحبل
في سفينة غارقة وسط الحلم
والصخر اهلكه هدير ملح
وجرح قديم
لم يعد يداوي وجع الاصطدام
الاسطوري في غضب الريح
تحمل الشيخوخة الماء والرمل
واثار اقدام مكشوفة
لمن يجرا ان يمشي
في شاطىء لا يقبل
السير على رمال غارقة
في سراب النسيان
اكتشفت فدميك
محل جرح موشوم بالغضب
وشكل الجسد على مرمى البحر
ووجهك اعرفه
رغم حبات رمل
غيرت ملامح وجه اعرفه
في صمت النبض
وعمر الحياة
في عيون لم تعد تدرك
صبح قادم من رطوبة ليل
اجهده سماع الهمس
في ضيافة قمر عجوز
لا يقوى على النظر
يفتح نوافدذ الاغراء
عبر قطار سريع
اراك خلفي في زحمة الانتظار
والاشجار تتشابه
في لحظة ذهول
ونوم متثاقل على وسادة حلم
لا يريد ان ينتهي

CONVERSATION

0 comments: