حكايات الشارع الرئيسي(5)/ خليل الوافي

وشم عربي يحاكي صحراء الغياب


تذكرت صوت الطير
في سماء تحلم
ان تكون سماء
مشيت كل الطريق
تعلمت كيف يخطو
ظلي ويقفز على المستحيل
نظرت في عيون
الذين يحملون اسمائهم
في دفاتر الولادة والهجرة
البعيدة في السؤال البعيد
حلمت مثل غيري
ان السماء تمطر ارواح العائدين
الى متاهات الجرح القديم
وهدهد يفتفي اثر الجرح
في قوافل تائهة
في سراب الكلام المباح
تحت ليل يوشك ان ينتهي
يطل على صبح خجول
يرتب اوراقنا الممزقة
على طاولة الاختيار السخيف
تمطر العيون وحشة
الاماكن وسواد اللون
يحتكر راية الوطن
والطفولة تختزل ذاكرة
تكابد حفظ الصور
يتكرر المشهد والشاهد
عن فحوى الخبر
سوق تجتر اجسادنا
للبيع وارقام مشفرة
على ايقاع المؤشرات
العالقة في لهفة اللقاء
تبيع عيونك وتشتري
زيف العبارات الجميلة
في رسائل العشاق
والكلمات المحاصرة
بتاشيرة الدخول
الى عالم المعاني
وغربة البلاغة في ثنايا
العبارات الحزينة
في نبرة الهمس
في اذن صاحبي
وعن موت الظلال
الموقنة بالزوال
في شاطىء الانتظار
تفشي العذراء باسرار
الجرح القابع
في طريقة تطرح السؤال
هو المحال الملتهب
في اشارة الجندي
خلف السياج
احتمي بمعصمي
وتنزل قدمي عن سير الركب
والغبار يستر فرحتنا
على الحدود
لا تبكي يا صاحبي
الشمس تشرق كل صباح
ولا تنسى نصيبك من البكاء
على اطلال رحلت
مع قوافل النسيان
المصرة على البقاء
لا ترحل يا صاحبي
اشتاق اليك كل صباح
وانتظر فيك عودتي
الى الديار والشجر
المؤانس لحجم الغابة
في ضباب الرؤية
عن التي تغرق
في الوحشة الملفوفة بالغياب
ولا تسالني عن التي احببت
كان الزمن عبير ذكريات
غارقة في صمت الاحتجاج
ورغبة هاربة من طفولة
مزقتها صور المراهقة
التافهة فوق رفوف
كتب لاتقوى ان تفصح
عن نفسها رغم حمولتها الزائدة
تذكرت كل صور
التي تحمل اسمي
وتذكرت الدروب الضيقة
في ذوبان العواطف
الفائضة من دموع الاحبة
وتصافح الايادي البريئة
من حقد الحاقدين
على باب حارتنا
كنت اعود من المدرسة
وفي جيبي قطعة شكولاطة
افرح وتفرح عيون اطفال الحي
وادق الباب
يدق قلبي فرحا
تغيب امي الى السوق
وتقبلني جارتنا
وصوتها اعرفه
وهي تحمل قطعة خبز
وكاس شاي [b]
وابنائها اخوتي في درب طفولتي
اشتقت اليك يا صاحبي
وانت تحمل كراستي
ونعالج الفروض
في وقت لم تكن فيه القروض
هل تعلم يا صاحبي
ان المعرفة تضيئها
شموع الدكاكين المزدحمة بكل شيء
والبساطة المفرطة
تحكيها الجدران والاسطح
المطلة على بعضها
والابواب مفتوحة على مصرعيها
تستقبل الدفء ونبل الجوار
وتختزل زمن اللحمة
واختيار فصول الربيع
وتزهر الصحراء قوافل بدو
يحملون عبق العودة
الى الديار
احن الى كل ما يتبقى مني
في صورة امي
وصوت ابي على الدرج
نسيت ان اكتب اسمي
كي لا اعرف من انا


CONVERSATION

0 comments: