ـ إلى روح حسين حمدان وعبدالله سليم
وجميع الذين قضوا في سبيل حياة كريمة.
1 ـ زمانُ الكلاب
لا تحاكِ السرابَ في عيونهم
لا تتمسّك بحبال وعودِهم الكاذبة
لا، لا تصدّقهم
أيّها الوطن المنفي خلف سلك جرحك الدامي
أيها الوطن المتسكّع تسأل باسم إيل كسرة خبز
أيها الوطن المسبي في مضارب الطوائف المقتتلة
لا تصدّق غير شراعك واتجاه الريح وموج البحر
لا تصدّق غير قلبك ووجوه الفقراء
لا تصدّق غير نداء الجبال ـ العمل والأمل
لا تصدّق غير نسغ الحياة
العسس الكلاب يتشمّمون دمك ويؤلفون طريقة إلى يدك
فاحذرْ يا سيّدي عضّ الكلاب
المثقّفون المراؤون والتجّار اللصوص
يسبّحون حتى لا تزول النعم
احذرْهم
واحذرْ ألاّ تكون أنت أنت
لأننا موتاً نموت حين لا يبق من البلاد
غير صفير الريح
في القلوب
الخاوية.
2 ـ أيّها الوطن
تبحر نحو موتك ولا تتعب
ومثل الساعة مضبوط على الذبح؟.
3 ـ لك الأرض ولن يرثها المفسدون
"للطوائفيين مكان ينامون فيه فأين ننام نحن"؟
في يوم مضى كنتَ المدى
كنتَ النهر والسواقي ودفء التلاقي
كنتَ الحبّ الذي يمّمتْ شطرَه وجوه الأحبّة والأملَ المرتجى
لحياة لا مسود فيها ولا سيّد ولا غراب ينعق بقرب الأذى
في دنيا المظالم
هكذا كنتَ وهكذا أنتَ
وهكذا القلب أرحب من سماء
لا يعرف معنى لاختلاف البشر إلاّ أنّهم كلّهم بنو البشر
ولا يعرف معنى الحدود إلاّ إنّها غير ملزمة لعالم أوسع من طموح فرد أو جماعة
هكذا كنتَ وهكذا أنتَ
فاصبرْ إذا مسّ العالمَ الجنونُ
وضاقتِ الأحداقُ وتناثرَ الحقدُ شظايا
في زمن الطوائف
واصبرْ إذا رموك بحجر لأنك الشجر تثقله الثمار
واصبرْ لوحشة الطريق وقلّة الزاد والصديق
لأنك الحقّ بلا صديق
ولأنك وحدك الباقي
ولأنهم كلّهم يذهبون
يا من كنتَ الحلم أكبر من حقدهم وحدودهم
يا من كنتَ الأمل أقوى من ليلهم وما يأثمون
يا من كنتَ الشعلة وكانوا العناكب والأفاعي وأبناء الشياطين
لا يروعنّك أنّهم كثير عديدهم وأنّه قليل عديدك
واعتبر أنّ لك الأرض
ولن يرثها المفسدون.
4 ـ رفقاً ولا تنكسر
من أيّ الأبواب المخلّعة ندخل إليك؟
من أي الجراح المشرّعة على العاصفة؟
أيّها الوطن رفقاً ولا تنكسر
لكفّك المثلوم عبق التربة
أنتَ الوردة وأطفال العالم
لا ترحلْ في الزمن الموحل
الحمائم تأوي إليك
نتوحّد فيك على إسم الماء
نتوحّد فيك.
0 comments:
إرسال تعليق