هذا المقال كتبته وتم نشره بنفس هذا العنوان بتاريخ 3 مارس 2010 .. أعى منذ ثلاثة أعوام ونصف تقريبا .. وقبل قيام إنتفاضة 25 يناير .. وتنحى مبارك عن الحكم ..
** فى هذا التوقيت ظهرت شخصية البرادعى قادما من أمريكا ، محملة بأفكار فيسبوكية .. ووعود خادعة .. وقد فوجئت بحملة .. إنطلقت تأييدا للبرادعى .. بينما كنت أرى أنه ليس الرجل المناسب الذى يصلح لأى زمن أو أى مرحلة ..
** وعند كتابة هذا المقال .. لم أكن مؤيدا لإستمرار مبارك فى الحكم .. ولا مؤيدا لفكرة توريث الحكم لجمال مبارك .. ولكن كنت أناشد وأطالب بتغيير النظام .. وتفعيل القانون .. وإرساء دولة المواطنة ..
** والأن .. مع الأحداث التى تمر بها مصر وحصول د."محمد البرادعى" على منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية .. أظهر أداؤه بأنه غير متحمل لمسئولية هذه المرحلة .. وأنه يظل يراوغ داعيا لأنصاف الحلول .. فهو لا يؤيد فض إعتصام الإرهاب المدجج بالأسلحة فى مستنقع رابعة العدوية .. ولا يعطى إنطباعا عنه بأنه يدين الإرهاب .. كما أنه لا يدرك خطورة تلاعبه بالعبارات والألفاظ .. فى الوقت الذى يتعرض فيه الوطن إلى حملة شرسة من الغرب ومن أمريكا لمحاولة إعادة سيناريو إسقاط مصر مرة أخرى .. حتى بعد عزل محمد مرسى ..
** وإليكم نص المقال .. لتعلمون من هو البرادعى !!...
((( فجأة وبدون مقدمات تحول البرادعى إلى بطل وأسطورة ، بعثته العناية الإلهية لإنقاذ مصر من الخراب والضياع .. وتبارى بعض الأفراد فى تقديمه بل والتحدث بإسم الشعب وبإسم 80 مليون مصرى مطالبين إلغاء المادة 76 من الدستور رغم خطورة إلغائها ، والوحيد الذى لا يتكلم هو الشعب نفسه ، وتساءل بعض العقلاء ما هو تاريخ البرادعى وكيف يحكمنا والبعض لم يعد يعرفه فمعرفة البعض به أنه يعمل فى مجال الطاقة النووية ويعيش بالخارج ما يقارب من عشرون عاماً ... فهل أصبح البرادعى " سوبر مان " حتى تعلقت به قلوب الملايين لإنقاذها وهل هذا الشعب المطحون منذ قيام ثورة 1952 لديه إستعداد للمغامرة بـ 20 عاماً قادمة ليظل يعانى من عودة الشعارات التى حتماً سيطالب بها الرئيس الجديد وهى " ربط الحزام " .. " القضاء على الفساد " .. " إقامة البنية التحتية " .. " بناء المواطن المصرى " .. التطلع للرخاء " .. " الخروج من عنق الزجاجة " .. " التقشف لسداد ديون نهب مصر " ... و ... و ... ونظل ندور فى حلقة مفرغة بلا نهاية ... وعمار يامصر ..
** والحقيقة أن البرادعى ما هو إلا موضة باراشوتية هبطت فى خيال بعض المواطنين والتى سرعان ما تتبخر بزوال المؤثر .. فأنا لا أؤيد البرادعى ، ولست مع ترشيح حسنى مبارك لفترة قادمة ، ولا أوافق على التوريث ، ولا أؤيد أيمن نور ، ولكن أتمنى قبل أن يحكمنا " عباس .. أو حمدان .. أو ترتان " ... أن يفعّل القانون " الحاضر الغائب " ، وأن يشعر المواطن بالأمن والأمان فى وطنه .... وأن تعود روح أكتوبر لتشعل القلوب بالحب والمواطنة وأن يكون شعارنا القادم " المواطنة هى الحل " ، وأن تتم محاكمة الفكر الإرهابى ورؤوس الإرهاب والفوضى وأن تتم محاكمة " الفاعل والمحرض على جرائم السلب والنهب والإرهاب " التى يتعرض لها الأقباط فى معظم نجوع وقرى ومدن المحروسة ، وأن يجد المواطن سكن أدمى تتوافر فيه سبل الحياة الكريمة من مياه شرب لصرف صحى .. وأن تنقى المناهج التعليمية من شوائب التطرف وأن يطبق مبدأ " الدين لله والوطن للجميع " ، ومبدأ " الشرطة فى خدمة الشعب " ، وتطبيق شعار " العدل أساس الملك " ، حينئذ لن يفرق مع المواطن إسم من يحكم مصر حتى لو كان إسمه أبو دومة .. فهل يمكن تحقيق بعض المتطلبات البسيطة حتى لا يضطر أن يجد الشعب نفسه أمام فترة رئاسية جديدة تطالبه بربط الأحزمة على الوسط رغم أنه لم يعد هناك أحزمة ولا وسط بل أصبحنا نغنى " ماسك الهوا بإيديا .. ماسك الهوا " ، فهل الشعب على إستعداد لقضاء عشرون عاماً قادمة من أجل وهم وشعارات براقة لن تتحقق .. وتعود بنا العجلة لكى تدور بعد عشرون عاماً لنفس السيناريو .. وبعد هذه النظرة التشاؤمية نصرخ ما هو الحل ؟!!! .
** الحل صعب فى دولة مهلهلة بالقوانين العشوائية والتعسف الضريبى والتعصب البغيض .. دولة بلا قانون ولا مضامين وليس أمامنا إلا الدعاء ... يـــارب )))) ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق