حُزيرانيات/ د. عدنان الظاهر

       
   
1 ـ الدارُ المسكونُ
بيتُكَ مسكونٌ لا تفرحْ يا شاري داري
صمتٌ مأساويٌّ مُختلُّ
يتضرّسُ مثلَ الطرقةِ في نابِ الذيبِ
لا تسألْ داراً باعوها بخسا
تتلاعبُ فيها أفراسُ البندِ السابعِ جزراً ـ مدّا
...
طوبى للمتسللِ والقاسي
طوبى للآسي والناسي
طوبى للعبدةِ والمولى
لا تأتِ
الآتي بعدكَ لا يأتي
الشمسُ مَغيبُ العُرسِ الدامي
تُحصي دقّاتِ الأنفاسِ
بُرجٌ من عاجٍ هل مِنْ حلٍّ ؟
جرّبْ أنْ تعبرَ خطَّ الفصلِ
الفصلُ غريبٌ ما بينَ الفصلينِ
ليتكَ لم تأتِ
ما يأتي لا يأتي !
في الحالةِ تقصيرُ
أيقظْ وهمَ تصدّيكَ لمُختلِّ
النارُ جِوارُ
لا تمددْ رأسكَ في سَقطِ متاعِ التأويلِ
ذُلٌّ في الرأسِ ذليلُ
مهما غالى فالشأنُ قليلُ 
ما يأتي لو شبّتْ في ( البصرةِ ) نيرانُ ؟
التُهمةُ عجلى
لا سَقَرٌ يُنهيها
لا قاضي حاجاتٍ يقضيها
ألمِمْ بالشُفرةِ فالركبُ يغذُّ السيرَ حثيثا
النازفُ مذبوحُ !
2 ـ عيون الموتى
عينُ الموتى يقظى
مرحىً مرحى
حانَ أوانُ كُسوفِ حلولِ طقوسِ الشمسِ
صيفٌ في عزِّ الصيفِ
الزمنُ الراهنُ مشلولُ
حرّكهُ عضواً عضوا
لا ترفعْ رأساً ميؤسا
السمُّ القاتلُ في قبضةِ ماضيهِ
لا تغمضْ طَرْفا
المجرى في المجرى ضحضاحٌ لمّاحُ
مَلهاةٌ في كفٍّ من شمعِ
شاهِدْها في المسرحِ وادفعْ
أو ضعْ رأسكَ في مِطرقِ ناقوسٍ مقروعِ
إرفعْ رأسكَ لا تركعْ .
3 ـ أيُّ عيد ؟
عيدٌ أضحى حُرّا
عيدٌ للفطرِ وآثارِ النارِ على حُمّى الظهرِ
أُحصيها عدّا
ما دامَ الديّانُ مَدينا
القاتلُ في اللوحةِ مقتولٌ محلولُ
فيها ما فيها
فيها شَبَقُ العينِ الحمراءِ
فيها الساقي بالباقي مخلوطا
هبَّ الناعورُ  يُجرجرُ أقداماً في الوحلِ .
4 ـ قناديل
قنديلُ الشمعةِ في الدمعةِ منديلُ
يتضاءلُ لا يخبو
يستكملُ دورتهُ شهراً شهرا
لا يتوانى لا يخلفُ لا يرقى
لحظُ الكوّةِ في مِشكاةِ النورِ قصيرُ
نورٌ في الجوهرِ مخمورُ
جدّفَ أو كفّرَ من تحتِ السقفِ المسقوفِ
حيثُ الفِضّةُ في عُنُقِ البوّابِ
بابٌ للنقشِ وبابٌ لنهايةِ قاضي بُغدانِ
البهرجُ نارٌ في نادي السُمّارِ
النارُ النارُ إذا شبّتْ شبّتها نيرانُ
النارُ الجبّارُ
طاووسٌ في قلبِ الشُعلةِ موقودُ
هيّا للحفلِ الراصدِ والمرصودِ
طبلٌ طاسٌ عودُ
الغائبُ والشاهدُ مشهودُ
خمرٌ صِرفٌ وخُمْارُ
موسيقى موسيقى
نايٌ أنَّ فأنَّ الساقي والباقي
ماجَ الموجُ وشقَّ الصفّا
أقداحٌ سقطتْ جذْبا شدّا
الليلُ يتيمٌ لا يٌخفي سِرّا .

CONVERSATION

0 comments: