عينان ذابلتان في الرماد
ووجه يختزل حرقة الشمس
ترقب المدى و تقرأ
طالع الحرب،
قالت:
ـــ "هي الحرب
و الرِّكاب خاوية من صهيل الخيل
و أنت... يا صغيري
تلامس حجر الجدار
إقترب... إقترب
إقترب يا ضوئي في الاشتعال
لا أصدق الرؤيا
في ما أراه الآن
أوصيك يا بني بالصمت"...
أتذكر العبارة من فم جارتنا القديمة
و من شيخ صادفته ...
تغيب الصور عن الذاكرة
لم تسعفني تفاصيل الحكاية
حين لا أروي كل الأشياء
عن جرح الشجر
تراني أقلب أسرار الحجر
تخرج يدي من فرط التلويح
على حافة البحر
منارة تطل بضوئها الخجول
يرقد الحلم بعيدا
في سباته القديم
أصادف طير البجع
يسكن مناحي الجسد
يتلمس بريق النجوم
أحتمي بكل الأعشاب الجافة
من رطوبة الملح
يتناثر الخريف شاردا
تضجر السنابل من شمس الجليل
أختار بيتي و قبري الجديد
أداوم الاعتراف أمام موتي
أمام سيل الأسئلة التي تأتي
و أخرى تغرق في وادي الصمت
يخضر وجعي
أسمع وقع خطى خلخالها
يدغدغ حواسي المفقودة
في سجن كلماتي الموبوءة
ينتفض الصبح غاضبا
أمد يدي إليك
أراك شامخة
في هزيمة ملوك الطوائف
وخروج اللغة عارية من ضادها
أتسول حروف الهجاء
و أحميك من لسان تقاعس
عن مغازلة النساء
تأتين مكشوفة العراء
أتلمس أثار قدميك
وأنحني لأرى خصرك الجارف
يعتلي صوتي منصة الصمت
أنتظر خروج الوقت
من زنزانة تعاكس اختفاء الشمس
عن النفق البعيد...
أنبش التربة
عَسَايَ أجد شيئاً من ذاكرتي
قبل الطلقة الأخيرة
تذكرت أستاذ الجغرافيا
و خريطة الوطن في الواجب المدرسي
أجمع فتات الكتب المحترقة
أعود لمقتبل العمر
ألعب في الزقاق الخلفي
كي ينتصر الحلم ثانية
كي ما تصبح شقائق النعمان
فراشات بيتي...
خليل الوافي - شاعر من المغرب - قصيدة من ديواني الجديد الذي سيصدر قريبا
0 comments:
إرسال تعليق