أصابع الصلوات الستة/ جمال جاف

أترك الكسل خلفي كجثة مَبتورة الأطراف ، الخمول يَلعق أصابعهُ المهشمة .
الشمس نحيلة تَنام على كرسي وقدميها  الحافيتين تذوبان فوق ثلج المكان .
الهواء سم حشري في المقهى ، ضجرٌ وصخب
 وجوه تتأرجح في الدخان
 والنهار لسان مدبب يلحس الاقدام .
قُلْ  لي ياهذا ...

كيفَ ألتوتْ هذه الاعناق الخشبية لِرجال يهيمون كالضباع في الارجاء والاركان ،
 كيف تعيش هذه الضباع البشرية على غيرها وقد ضاقت الدنيا بأحوالهم ؟ .
وما لهذا المكان الذي لا يتسع لنملة عرجاء ؟ .
- أرمي نرد الخمول أيُها الشرقي الوطني والذي لا وطن له ؟ .
رؤوس ديكة محشوة بديون الحضارة .

العولمة تعرج بساقين خشبيتين والفجيعة دب ٌ آلي .
يدُ الظهيرة تمسك بِمظلة السماء والوقت يزحف على بطنه .
أستقيل القطار ...
 الزقاق الالكتروني والمركبة العريقة التي تعجن الحديد وتعلو فوق القامات .
ألتفت قبل الاقلاع ...
أجران حزن ودموع 
 ينفلت النهار بين أصابع الزمن .
تحت حشمة الساعة المعلقة متسكع يبعثر حقائبه
* أمرأة تتحدث مع الهواء .
* لهاث يجيء من المكان لا من الغروب .
* الاشجار تطير حاضنة أسماءها .
* آلات بأصوات بشرية تنقلك الى فضاء الكتروني .

* لماذا نحن الشرقيين نطير دائماً خارج الحبر نحو الأسافل ؟ .
يمر القطار ب ( لاكمبا *)

أين الرتاج ... 
مَنْ خلع باب السماء ؟ .
جرح يكبر تحت جبة السماء ، منارة حزينة تكاد أن تبكي
ما أثقلها على أضلاع الارض .
كيف لا تشفع لَنا أصابع الصلوات الستة ؟ .
متاجر متاجر ، البهارات تعطس ، أصابع مُخلله ، شفاه مُعلبة ، رؤوس محنطة
 قن بشري يعيش على البذورات ، فصفصة لاتلين مطارق بشرية ، كسارات ترقص دون هوادة .

- في هذا الحي كُل الرجال أحذيتهم ضيقة على أقدامهم لذا يعرجون.
               
متاجر تعج ببغاوات العصر .
البذور للطيور المجنحة .
- عذراً ايها السيد الببغاء...
- أنت الذي يكتب تاريخنا  ،الأب الفولاذي الذي يربي أبنائه الحديدية .
* باتريك وايت  ، يخرج من باب البحر متكيء على خواصر الأمواج .
* ديفيد معلوف ، يتسلق جدار المطر .
* هنري لوسن ، يطل من نافذة القمر .
أقف حائراً أمام عظمة هذه الامة .

( اوبرا هاوس )
 الطائر المجنح نحو الفضاء والبيت المقيم على أكتاف الأرض ترفعه يدي الضوء لِترتعش المدينة بايقاعات النجوم وتَعوم في جرن مِن فيض الالوان .
فيما توقع الامم بشفاهها وأصابعها العشرة جدار هذه الاجنحة التي تمتد كالاسرة فوق البحر
 تجر السماء من تلابيبها .

- مِن أين لهذه الارض الطيبة أن تحمل أمم الكون
 يا لرحمك الواسع الرحيب ؟ .

- لماذا لا تظمنا وتشفع لنا راحة الصلوات وأصابعها الستة
ولاتاوينا الوطن وقد زرعنا قلوبنا قبل الرحيل على ضفاف أنهارها؟

( تاون هول )
* مِن أين يجيء هذا العطر ؟ .
* امرأة شقراء تخرج من ماركة ( ديور ) .
* كلب أبيض يرتدي بنطلون ( جينز ) .
* فتاة تلملم عناقيد الضوء .
* أمراة بهيئة شجرة البرتقال تتبضع
* قارورة عطر تبتسم .
تحية للضمان الاجتماعي تُرقع جيوبنا العميقة كالآبار الارتوازية .

تَحية لِقامة رافعي ومُشيدي ( هاربر بريج ) .
ما أقسى الكلام
ما أصعب الكتابة
يَطيبُ لي أن أغني هذه اللحظة . 

* لاكمبا حي من أحياء سدني يقطنها الشرقيين
*باتريك وايت  كاتب وشاعر وروائي كبيراسترالي الاصل
 حاز على جائزة نوبل عام
 1973
* ديفيد معلوف اعظم كتاب استراليا المعاصرين له شهرة عالمية واسعة
* هنري لوسن شاعر وقاص ورائد في كتابة القصة

CONVERSATION

0 comments: