في القصيدة
اعشق حلمي
حين يعيد للسماء زرقتها
وتعود الارض الى صحراءها
وترحل الريح في جوف البندقية
خرجت امي للفناء
ترش ماء مطر على شمس الاصيل
وانا على الثلة طفل
استقبل مواكب الرمل
واشيع الجنائز في صمت المراكب
وتبحر لغتي عبر الحصى و الحروف
ترسم خريطة وطن
وارض حروب
احرس جيش نخل نائم على كتفي
والواحة حضن يدي
تمر قوافل العشيرة
وترمي الخيام ظلال القمر
والليل ساهر في دروب صحوي
والنجم يسرق سمع الطرب
حلمي
امتداد للسماء
ولغتي عرب
في المنفى
يتوق الوطن الى حليب امه
لتكبر فينا الشهادة
يطوق الجند معسكر اللاجئين
حتى لا تنمو المقاومة
في جيوب اطفال مملوءة بالحجارة
تطوف الحمامات على بيتي العتيق
البيوت تتشابه كقطعة واحدة
والموت لا يحار في اختيار قتلاه
لا فرق بين ريح النسائم
والمداخن الصاعدة من جدارية
اسمنتية الصنع
عشوائية المكان تنذر بسفر دائم
خلف الحدود وخلف ريح تجرح
ذاكرة الشهداء
وصلاة فجر وخروج مقاتلين
تحت ظل السحر
لا للعودة الى البيوت
بل لبناء الجسور
وفتح المنافذ
كبرت في وطن لا اعرفه
تمتد يدي في الضفة الاخرى
لا شيء يغري بالمشاهدة
الى بيت جدي
وشجرة الزيتون
والبئر المدفونة عن العطش
وتعويذة الغزاة على الحدود
عودة الى المنفى
ياتي الصبح في وطن
ليس لي فيه
سوى بطاقة هوية ورقم تسجيل
واسم في قائمة النسيان
امشي عاريا
من زغاريد النسوة في الوادي
يطرحن الملابس ارضا
ويعصرون الايام القادمة
وينساب صوت الاغاني القديمة
مع هروب النهر الى مداخل
القدس وعبر المعابر الناطقة
باسماء الذين لن يعودوا
الى ارضهم سالمين
النهر امتداد لارض العودة والنصر
كم يمتد فينا الموت والقضية
كما يمتد شعاع الشمس على الارض
مثل النجوم العالقة في جوف الليل
لا الليل يغادر
ولا الموت يستريح قليلا من قتلاه
في الارض
الارض
ما بعدت
يطوي ظلها القادمون من البحر
البحر حلمنا الذي لا يتحقق
واليابسة غربة جديدة
في كل بيت عربي
متى نسمع صوت القذيفة
تخرج القلوب من مكانها
وتثمر الارض بطولات مجيدة
ما زال في القدس
حلم الانبياء وصلاة مبحوحة خلف الماذن
وركام الرصاص تطاه
اقدام الذين لم يموتوا بعد
والقادمين من سماء
تحرسها عيون الشهداء
الذين مروا من هنا
الارض هي الارض
والعدو تنفخه الريح
وترميه بعيدا
بعيدا عن الارض وعن السماء
ترميه في طواحين الهواء
يتناثر غبارا يغسل وجوهنا من الحزن
واطفالنا من الشيخوخة المبكرة
لا تدع صمتك يهرب منك
وانت تودع موتاك
لا تقف بجانبي حتى لا اشبهك
في الصورة واخر الصورة اشبهك
خذ صمتك خلف لسانك
واتبع العتمة
لا ضوء يفتح سجل كتاب
ولا لائحة المفقودين
في دفتر المدرسة
يتبع
0 comments:
إرسال تعليق