مَوْلانا المِهْرَاجا/ محمود شباط


صَرْحاً صَرْحاً تَتَهاوَى القلاعُ الأبويَّة
بُرجُ المِهْرَاجا ينتفضُ كالطيرِ الذبيح
كالورقِ الشاحبِ بينَ أصابعِ الريح
تلا رقيةً شرعية
تَـقَـيَّأها طلقات رصاص وقذائفَ
وقنابلَ مُزيلةَ للجُمُوع
بَصَق أوامره دَماً و وَحْلا
وخَطْفاً
وسجناً
وإخفاءً
وقَـتـْلاً
وتقطيعَ أوصالٍ
ودوسَ نعالٍ
وذبحاً
وتخويناً
وسَحْلا
تحسَّسَ بقايا ريشه
رغَا كَجملٍ يكابر الركوع
وهَدَرَ وَعِيدُهُ :
الدمُ .. ثم الدم .. ثم الدم
دون العبثِ بكرسي ابن ماءِ السماءِ
وديكِ الزمانِ
وصكِّ الأمانِ
ثـَبَّتَ رتْبتَهُ العسكرية على قميصِهِ الداخلي
بالضبطِ على الكتفين
ارتدى معطفَهُ المخملي وربطةَ العنقِ ونظارتَهُ السوداء
التقطَ منظارَهُ الـمُـقَرِّب وتَلا رقْيتَه النازيَّة
أمَرَ باعتقالِ الهواء
فانفلتَتْ مخلوقات مغاور ما قبل التاريخ
وسَعَتْ حاملاتُ الجندِ
مُدَولبةٌ و مُجَنزرة
كَمَوامِيث مُنقرِضة بُعِثَتْ حَيَّة
تَجوسُ الشوارعَََ والحَواري
مُذخَّرة بنصالٍ حجريَّة
وأحذيةٍ ثقيلةٍ بايَعَت السلطان
ولاء منتعليها آلي أخرق
من قعر الجمجمة حتى أخمص الحافرين
يقاسمون المهراجا نقمةَ النصرِ أو نِعمةَ الموت
كفُّ التاريخِ يضغطُ
كَيَدِ عملاقٍ على رأس قزمٍ
البُرجُ يَمِيلُ
يَحْنِي تدريجاً وببطءٍ كعجوز يَتَوكَّـأُ الخَواء
هَزَّ المهراجا عَصَاهُ الـمُدَبَّبة
نَعَتَ الذكاءَ بالغباء
ومُعارضهُ بالعمالةِ والرياء
أنْزَلَ رتْبَةَ الأرضِ إلى حَجْمِ جَرْدَلْ
و الآخَرَ إلى حَبَّةِ خَرْدَلْ
تَصَفَّحَ قامُوسَهُ بـِحَرْبَـتِـه الـمُذهَّبَة
وبحَرْبَتِهِ
سَيُحاولُ عبثاً شَطبَ الخَرْدَلْ.

CONVERSATION

0 comments: