زغب الشموع/ محمود شباط


في المساءاتِ الباردة
تزدهرُ الهموم
تـنعسُ أجفانُ الغسق
على وسائدِ الغمامِ الأرجواني البعيد
تنامُ ككادحٍ أنهى للتو يومَهُ الطويل
وحين تبيتُ أسرابُ السنونو
أنكفىءُ ضمن حطامي
من الوريدِ إلى الوريد
كبحارٍ عتيقٍ تماهى في الوجوم
تاه في أعالى البحر
دون ساعةٍ أو بوصلة
دون نجوم
والبصرُ رميد
أرسمُ سوارَ حبيبتي على خشبِ طوفي
وأصدافِ المحار
والزمنِ الوئيد
وشفاهِ الغيوم
أهمسُ في أذنِ موجةٍ : كبرَتْ الوردةُ الضاحكة
وأيْنَعَتْ عناقيدُ الكروم
حورية بحرٍ هَزَجَتْ : يا طيبَ العناقيدِ !
أهديتها يوماً سواراً
يلهو الآن بزغب زندها
ويقتحمُ التخوم
كلقمةٍ لذيذةٍ يمضغها طفلٌ شريد
واللهوُ يدوم و يدوم
أيستمرىءُ اللهوَ زندُ مالكة التخوم ؟
جمرُ الغيرةِ يَحْتَرّ في الشرايين !!
كبركانٍ احتقنت لظاهُ عند فوهته
ليته ما وُلِدَ صائغُ ذاكَ السِّوار.
لا . ليس هو الملوم
بل السوار
وهو الألد في الخصوم
أحلمُ
بسلالم من سَديم
ببساط ريحٍ ... على الريحِ يعوم
ببوصلةٍ قُطْبُها زندَ صغيرتي
تعيدُ لي شمعَ حبيبتي
من براثنِ سوارٍ
يعبث بزغبِ الشمع
يشمُّ عطرَ زندِها
ويحوم . ويحوم . ويحوم

CONVERSATION

0 comments: