كنت أراها بين الصّخور زهرة...تلوح بين الهجير والّلظى ...سحاب عطاء وبهجة سائل
تسحق خيول الظّلام وتعلن..أهازيج الغد السّعيد
كنت أحسب أنّها محجر فؤادي الأبديّ...وأنّني ناقوس حماها السّرمدي
وحينما تباعدنا..كانت تناديني بلهفة المشتاق ..وتنتحب غيابي
كما الثّكلى جامحة الوجدان
أرقبها من بعيد فتطردني إليها المسافات
طوعا وإشفاقا
لطالما أهديتها دموعي ..وأهدتني بخور مولد نبيّ كريم
وشّحتها بصلوات الفجر الأخير
ولملمت جراجي بصدى تهجّدات عقبة العظيم
من وراء الأسوار..تهت فيها ضحكة..بين حنايا الذّكرى
فأردتني عاشقة على محراب مبكى الشّعراء
وإغتسلنا سويّا في ليلة قمريّة المزاج..
بقبلة الوداع الأخير
إليك يا ...مرقد سحنون وذكرى إبن الهيثم ومعبر المنصور
إليك يا قيروان السجّية..حنيني
0 comments:
إرسال تعليق