في تبادل الاسرى بالاسير
رفعت ريات نصر
في ميدان التحرير
وتعالى النشيد العربي الحناجر
في تونس والجزائر
في طرابلس والاندلس
تهتف العروبة سماء فجر
يطل على عراق مزقته الحرب
وتسول صمت سكون ليل
خارج دائرة القذائف
وفي غزة تحلو المقاومة
تلبس رداء الصبر
وتخرج الافواج الجديدة
تراقب عودة البحر
الى جيرانه في الضفة الاخرى
المقابلة لسجون العدو
وطن يفتح طريقا للشهادة
والارض قابلة ان تكون هنا
في شرق تحركه ايادي خفية
شبح الاوهام يخيم
على مستنقعات الخوف
يرتب اوراق الخروج
من زنزانة تبكي رحيلك
وتمسك قضبانها
من الهروب اليك
كم تحن الظلمة الى ظلالها
الباردة فوق غطاء السماء
ويفترش الجرح
انامل هذا الصباح
ومن اين يبدا الجرح القديم
في ذاكرة تحمل رائحة الاماكن
وظلال السجون
تحدث انقلابا في معنى الرحيل
وعودة المنفى من سكناه البعيد
تظل المسافات قريبة
من غربة السؤال
على فم ينطق تاريخ ميلاد
من اين تبدا التواريخ
في حصد وابل النكسات
ومن شرفة البيت
ياتي الخبر اليقين
ارى صاحبي
يتقدم نحو المعبر
وتقاسيم وجهه
تحمل اثار سجن طفولي
لم يفهم فحوى الاعتقال
ولا شكل الظلمة في نور باهث
تتقاسمه عيون غارقة
في سماء محاصرة
وقلب يتلمس خطوط التماس
في الجبهة القريبة
من جسدي
تعلو الزغاريد
وتفرح الازقة بعودة الاسير
اخي وعمي وصديقي القصير
تحمل الوجوه ابتسامة ناقصة
يكتمل المشهد
حين تخرج فلسطين
تعانق شعبها
بثوبها الابيض
وعطر حرية يمتدفي البطولات
العالقةفي بيت الشهيد
يعود الاسير
الى وطن لم تكتمل الصورة
نصفها في يد ذاك البعيد
يظل المشهد يتسع للجميع
ويحمل ما تبقى من صور
ولهفة الحضور
على مائدة الفطور
تتصفح الام وجوه اطفالها
لم تعرف احدا
اقتربت كثيرا
واكتشفت اثر السجون
في اجساد تغيرت تضاريسها
ولم يعد للوطن متسع
كي ينفض عنا احزان الامس
تظل السجون تحمل ظلالنا
في تجاه قبور تفتح
قلبها للسماء
لا مجال للحصار والقفار
يطل نجم السماء
على الذين يمشون
حفاة الى اورشليم
تدق اجراس الكنائس
ويعلو اذان الفاتحين
صلاة على الذين رحلوا من هنا
وحملوا الصخر الى جانب الوادي
وكتفوا بقراءة الرسالة
تقدم يا صاحبي
واقرا الرسالة
رسالة سجين
مات
وفي الحلم كنت في وطني
لي وطن
يحمي جسدي من التلاشي
من عقدة القاتل والمقتول
يقترب الحمام من غصن الزيتون
اقف ساعة
انتظر غروب الشمس
خلف خطوط العدو
اكتب ما تبقى من الرسالة
اسير عربي
يكتب زمن الانفراج والخلاعة
من قلم وحبر
وكراسة مقاتل مجهول
قتلته حرقة وطن
تحول بعدها
الى صفقة وبضاعة
ضاعت الرسالة
في صحراء القرار الاخير
واكتفى الجمع
بقراءة بيان الصمت
عدت الى البيت اجر خيبتي
وطفلي يراقب ما تحمل يدي
رميت الجريدة والصور القديمة
واطفات انوار عيني
لكي لا ارى البقية
يتبع
0 comments:
إرسال تعليق