(ف)
سريعًا وبطيئًا.. عاجلاً أَم آجلاً.. هُنا وهُناكَ.. أَعلى الرَّواحِ وأَدناهُ.. علَى قمَّةِ الوردةِ وفِي جذرِها الخرافيِّ.. علَى سعةِ الضِّيقِ وضيقِ فسحتهِ.. فِي مرمَى البصرِ وداخلَ ينبوعَيهِ.. فِي المكانِ واللاَّمكانِ.. فِي الزَّمانِ واللاَّزمانِ.. فِي داخلِ نصِّ الجسدِ وجسدِ النَّصِّ؛ تنبعثُ نكهةُ الرَّملِ منْ دوائرهِ، وخفاياهُ، وخرافةِ حقيقتهِ المستتِرةِ!
(ا)
تقيسُ الرَّوعةُ روعتَها بمَدى الغبارِ، والرِّياحِ، والانطلاقِ المعكوسِ، واللَّفظةِ الحالمةِ، ويقيسُ الجسدُ جسدَهُ بالتَّسلُّقِ المُرِّ لأَغصانِ الحكمةِ المُشتَّتةِ فِي العراءِ النَّبيلِ، وتقيسُ رُؤيتي رؤيتَها المُعلَّقةَ المُتشابكةَ معَ نسيجِ الكلامِ البديلِ!
(ت)
تُتقِنُ اللَّحظةُ دوافعَ خربشاتِها الجميلةِ، وتكشفُ- بعدَ عناءٍ واهمٍ وكريمٍ- صورةَ الثَّأرِ منْ عالمٍ يدورُ بِها منْ مركزٍ متحرِّكٍ تَغلي قيامتُهُ قاماتِ الفرحِ البعيدِ... البعيدِ! فأَينَ تأخُذينني أَيَّتها [الفِتنةُ] وأَنتِ ترشقينَ فِي حلْقي دوائرَ الغبارِ المُتَّصلةِ والمُتشابكةِ حلَقةً حلَقةً فِي إِنائي القريبِ القريبِ؟!
(ن)
هلْ أَنا نسيتُ طعمَ الحامضِ، وطعمَ الجسدِ الَّذي يسكبهُ الشَّبقُ اللُّغويُّ علَى شبكةِ أَعصابي البريئةِ؟
إِذًا؛
أَنقذِيني منْ هذَا الشَّركِ كيْ أمسكَ يديَّ عنْ عصيانِها..
أَو..
أَدخليني فِي غَيابةِ غاباتهِ المسائيَّةِ؛ فأَنا الطَّائرُ خارجَ السِّربِ، وتلكَ حِكمتي في أُقيانوسِ بَدَني المُتعثِّرِ فِي دائرةِ رحيقهِ المُرِّ!
(ت)
أَرتعشُ منْ أَسئلتي، ومنْ فوضايَ المُرتَّبةِ كلوحةٍ شاردةٍ بعدَ مساءَينِ حالمينِ ببراعةِ كهربائكِ السَّاكنةِ فِي الدَّوائرِ وسَطوتِها المُتحرِّكةِ فِي جسدِي- الشِّعرِ!
أَتركُ الكتابَ وعينايَ علَى بريقهِ النَّاريِّ يقيمُ حفلةَ الوعدِ غيرِ المُؤطَّرِ بالزَّمانِ المجهولِ والمكانِ المُبعثرِ!
(ي)
...، وأُقِيمُ صَوتي، ولاَ أَشربُ ماءَ القهوةِ، ولكنْ لدخانِ الصَّدرِ سطوتهُ المُبكِّرةِ..
كانَ سهلاً وصعبًا أَن تَحتويني أَكمامُ الرِّيحِ وأَنا علَى مِصراعيَّ أَهتفُ جُملاً متواصلةً فِي عناقِ النُّورِ والأَلمِ والدَّهشةِ معًا، إِذْ ينبضُ حلْقي سِراعًا وتِباعًا لسهرةٍ مبتعدةٍ كالظِّلِّ، ولاَ أَقفُ علَى منحَنى الوقتِ كيْ أَنتزرَ؛ فدوائرُ الغبارِ لاَ تذوبُ فِي شرايينِ الجسدِ، ولاَ تتَّقي رجفةَ الكتابةِ!
0 comments:
إرسال تعليق