ذكريات طفولة/ فريد اسكدار


على ضفة النهر
كانت تهمس في اذنيه عن سنوات اللهاث
كان يصغي إليها بعمق
بينما راح نظره سارحاً شارداً .. إنه يطارد ذكرى
ذكرى طفولة لا تعرف غير البراءة
في السنة الابتدائية الثانية
تجلس بجنبه .. يعينها في حل مسائل الرياضيات الأولية
كانت تشكره بقطعة حلوى
تقسمها نصفين
نصفًا له ... والآخر أيضاً له
تلك أولى دروس الإيثار .. بدوافع الحب
هل يعرف الصغار الحب ؟؟
أقسمتْ لي وقد كبرت وتقدّم بها العمر أنها كانت تحبني وهي صغيرة
استسلمْتُ على كرسيها لأدواتها المخيفة المرعبة
لكن جمالها الأنيس كان وحياً من الطمأنينة
لقد كبرنا يا فاواي .. ها أنت طبيبة أسنان
أسنانك يا فريد .. عليك أن تعتني بصحتها .. هل أسرفْتَ في أكل الحلوى في صباك ؟؟
لم أكن كذلك .. لكنها كانت تطعمني كثيراً منها
من هي .. ؟ أهي أمك ؟؟
لا إنها فاواي بعد أن ننهي وظيفة الرياضيات
آآآآ ... تذكرتُ
هل ستطعمينني قطعة حلوى الآن ؟؟
نعم .. لكنها حلوى من نوع أفتر إيت .. لكن لا أقبّلك من خدك الأيمن خلف شباك الناظرة
آآآآ تذكرتُ .. كنت رائعة يومها يا فاواي
لكن بقيت الحلوى ... بقيت الذكريات
موعدك الأسبوع القادم لإكمال علاج أسنانك يا فريد
طيب .. ومتى موعد الحلوى والقبلات ؟؟
عندما تعود صغيرا يافريد .. وتحت شباك الناظرة .. ليس غير
ذهب الشباك .. وذهبت الناظرة .. وذهبت القبلات
وذهبت أيامنا يافاواي

استاذ جامعي بتركيا

CONVERSATION

0 comments: