فرعون و قلمي/ ياسر خليل


أحاول جاهدا

أن أكتب

لكن كيف ؟

فحروفي مثلي

لم تعد

آمنة في وطني

تفضل أن تبقى في قلمي

و صرنا نرتعد من الخوف

و قلمي أصابته الكآبة

يولد حرفي مشوها

شاردا

تائها

ما بوجهه صور

و ليس لديه بلاغة

كأني أمي

لم أكتب الشعر مطلقا

و لم أتعلم

بعد الكتابة

2

فأنا لم أعرف بتاريخي

أن أكتب غير

حروف الشوق

لم أتخيل أن أسطر

إلا كلمات العشق

لم أتوقع أبدا

أن أكتب

و الوطن يصارع

زمن الرق

يقاوم جلاده

و لا أستطيع الكتابة

3

لم أتخيل

أن يأتي يوم

أبحث في وطن

آمن من عند الله

عن الأمن

قبل الحرية

لم أتصور

أنادي أخواني

أحبو بعضكم

أمركم شورى بينكم

لكيلا تنقرضوا

فتضيع القضية

و تعود الوحوش

أكثر شراسة

ترتع في البرية

و لا أستطيع الكتابة

4

أنظر كتبي

كأني ضال

وجد الهداية

أهرب من الكتابة

أهرب للقراءة

تقع يداي

على كتب التاريخ

و كتب الأدب

و الجغرافيا

أقرأ

مصر أم التاريخ

و أول من علم الكتابة

مصر بلد الحضارة

مصر أم العقاد و دنقل

و ناجي و شوقي

و مصطفى محمود و

استاذ القلب مجدي

و عميد الأدب طه

و ألمح فوق الخريطة

سيناء

فيتيقن قلبي و بصري

أن بلادي حرة

ذات سيادة

5

أستشعر العناء

أشعر بحاجة ملحة

في البكاء

فلا أستطيع

جزى الله من علمونا

البكاء للنساء

و لم يخبرونا ما العمل

اذ الولاة تبيع

و اذ الرجال تضيع

و تعتلي و جوهها الكآبة

6

أزداد رغبة في البكاء

فألوذ الى الصبر

أمد يدي لمعجزة السماء

كي أقرأ عن مصر

أفرح جدا

فقد ذكرت خمس

كما الصلوات خمس

فأوقن بالنصر

فأنسى الكتابة

و أبدأ التلاوة
. . . أهبطوا مصرا . . .

. . .تبوءا لقومكما بمصر . . . .

. . .اشتراه من مصر . . .

. . . .ادخلوا مصر . . . .

و أصعق في آخر آية
. . .أليس لي ملك مصر . . . .

فأبدا الصراخ

و أبدأ البكاء

و أترك التلاوة

ليس لك ملك مصر

يا فرعون

الملك لنا فلترحل

قد مللنا العبادة

و مللنا السمع لك

و الطاعة . . .

ارحل كي تشرق الشمس

و تزقزق الحروف

و تغرد الكتابة . . . .

CONVERSATION

0 comments: