يا طنأ ...لا تـرحـل/ صباح حسني‏


يا وطناً

يبحثُ عَن وَطَنٍ

وشقاءً يَهطُلُ

من دِفءِ الغَيْماتْ

كفّي تبحثُ عنكَ

وتَعبُرُ آلافَ الرُدُهاتْ

آهٍ.. من أنّاتِ سَريري.

ينزُفُ وَجَعي

في اللحظةِ آلافَ الآهاتْ

أغنيةٌ تَرسُمُ بَحّتَها

وتُداريني بينَ الكلِماتْ

فأدَندِنُ لَحناً

يَقتَحِمُ سُكونَ مَسائي

وسُكونَ الصورَةِ في المرآةْ

يا وَطناً

يُقصي أنفاسي عن جَسَدي

أحسَبُ أنّي في رحلةِ مَوتٍ

أعْبُرُ صامِتَةً كُلَّ الخُطُواتْ



أتناثَرُ رَمْلاً

وكأنّي حَبةُ رملٍ سَقَطَتْ من هَرمٍ

فتلاشَتْ تائهةً بينَ الحبّاتْ

كثَنِيّاتٍ فَقَدَتْ زُخْرُفَها

بينَ الرِحلَةِ تِلكَ

وبين سرابِ الهَمَساتْ

يا وَطني

هل تَحسبُ أنَّ رَحيلَكَ عَنّي

بعضُ حَياةْ..؟

يا ألمي ها قد عِشتَ فَناءً.!

يا ألمي

والدَمعُ رَبيعُ سَوادٍ يَتَدلّى

من شَفقِ اللّحَظاتْ

تُحييني.. حينَ تُرَدِدُ يا عمري

بأنَكَ في مَطْلَعِ صُبْحٍ تأتي..

فأطيّرُ من رُكنِ الحُزنِ الماحِقِ

كلَّ جُنونٍ كانَ

وأعيدُ إلى نَبضي سِحرَ الَلحظاتْ

لا ترحلْ عنّي

أنتَ بَقائي

زيتَ قناديلي

تُشعِلُني أو تطفئنى..!

فأضيءُ سِراجاً

أو أتوارى في العَتمةِ شَبَحَ رُفاتْ

يا وطني.. قُلْ لي

أنكَ آتْ..!

أنكَ آتْ..!




CONVERSATION

0 comments: