حين قلتِ يا مصر " لا "... زغردت أمّي في قلبي/ حمّودان عبدالواحد


أمّي
يامصر
اسمُها أمّ كلثوم
وأصلها أندلسي...
غرناطيّه
موريسكيّه
لا يعرف أحدٌ مثلها
معنى أن تكوني مُهانةً مظلومه ...

*******
حين انتفضتِ
يامصر
وقلتِ " لا "
عن وعي ويقينٍ
ساعة الفجرِ
زغردت أمّي في قلبي
بطلوع الشعب...
فأشرقت روحي
أنا العربي
بأمومة الثوّار الأحرار...
............

أمّي
يامصر
رأيتُها
على سُلّم منزلنا
تتطلع نحو الأفقِ
وتستعدّ لرفع صوتها...
رأيتُها
تضع يدها على فمها
تشرئبّ بحَلقِها
وترمي بالزغاريد في الهواء...
رأيتُها
مبتهجه
بظهور الهلال
منشرحه
بحلول العيد...
..............

أمّي
يامصر
سمعتُ السطوحَ تردّ عليها بالبشاراتْ
والمآذنَ بالتكبيرْ
سمعتُ مواكبَ الطبول والغيطانْ
يتقدّمها النفيرُ
يتصدّرها الصفيرُ
يتخللها التصفيقُ
والرقص والتحليقْ...
.............

أمّي
يامصر
رأيتها
في الصغار في الكبار
في النساء في الرجال
في الجيران في الأحباب
في المجهولين
وقد حَلوا في كل مكان...
هي زقزقةُ ملايين الخُطّاف
هي خلايا النحل
هي في قلب التحرير
هي هذيلُ الحمام
هي تغريدُ البلابل
هي خروج النيل من سريره...


*******

حين انتفضتِ
يامصر
وقلتِ " لا "
عن وعي ويقينٍ
ساعة الفجرِ
رأيتُني
بعد تغريدة أمّي
أجري في الحاره
مع الصغار
نقهقه
نكركر
نصيح :
من يصل الأوّل ؟
من يعبُر على السور ؟
من يرسي قدميْه
في جنان العسّاس " بَرْبروس " ؟
من يتسلق الشجره
من يقطف التفاح ؟
من يكون الأول... من يكون ؟
هذا الفارس
هذا العصفور ؟


*******
حين انتفضتِ
يامصر
وقلتِ " لا "
عن وعي ويقينٍ
ساعة الفجرِ
نظرتُ إلى السماءِ
فرأيتها جميلةً مضيئه...
سألتُكِ يامصر
عن سرّ ذا الضياءِ
عن لغز ذا الجمالِ
فأجَبْتِ وكلّكِ ثقه :
" لا تحسبنّ وراء الأمر نجمه
إنّها إرادة الكواكب والأقمار والشموس
في التألق جمعاء..."...

*******
يامصر
مصريّةُ أمّي ربيعٌ وعنفوانْ
أبديّانْ
وأنا في ذاكرتي
قابعٌ إلهْ
لا غفلةٌ ولا نسيانْ
………..

يامصر
أمّي أنتِ
ونحن ثوره... وأي ثوره !

CONVERSATION

0 comments: