تجذَّرْنا فلا نهرب/ رمزت عليا



دعيني أنتجعْ ظهـر العبـابِ
دم الأجداد يسري في خِضابي

دعيني اخترقْ فجـراً تنـاءى
دعيني أمتطِ متـنَ السحـاب

أحلقْ في فضاءٍ ليـس فيـه
فتاةُ الخدْرِ قيداً فـي العـذاب

فأزرعُ في رؤى عيني ترابـاً
فجذرُ القلبِ في ذاك التُّـرابِ

وأنشرُ فوق أعلامي دمائـي
ليطردَ نزْفُها أعْـدى الذئـاب

أسائلُ زخمةَ الماضي بأرضٍ
وألْهجُ : كيف صارت لليباب؟

أما كانتْ بشرق الأرض نوراً
يُزيلُ السِتْرَ عن كلّ الخوابـي

أما كُنا إذا ما البَغْي أضـرى
بزاةَ الحـقّ نسعـى للغِـلاب

............................

أنادي مٍلءَ حَنْجَرُتـي بقفـرٍ
فيرجِعُ خائباً سعـيَ الخـراب

ولم أيْأسْ وإن يَبستْ شِفاهي
تمزقُ صيْحتي زيْـفَ الثيـاب

فمسحوقون أدعوهـم ليـومٍ
يلبي دعوتي حُـرُّ الصِّحـاب

نُسافرُ عَبْـرَ أكـوام الحـدودِ
ندندنُ نغمة بصـدى الرّبـاب

فإن سافرت وحدي في ركابٍ
يتيه التيهُ فـي ذاك الركـاب

تشدّ المركبَ السـاري حبـالٌ
إلى الجذْر المدمّى في التراب

مع الصحْب الرفاق أشد رحلي
ويشدو بيننـا أمـلُ الشبـاب

ندقّ بخنجر القـومِ المدمـى
عصاةَ القوم بئسـا للصعـاب

دعي كل القوارب في عبـابٍ
تبعْثَرُ خلف إغـراء العبـاب

دعيني .. لن أغادرِ أرض أهلٍ
لها حبي ، بهم فخرُ انتسابـي

ستمطر فوق تربتها نجومـاً
يعانقُ نبتها حبـلَ السحـاب

فقولوها بصوت القهْر صخبـاً
بصوت الحق يا كلّ الصحـاب

تجذرنا ولم نهـربْ سنبقـى
سنقهرُ كـل أمـواج العبـاب

سنبقى الطود رغما للاعـادي
ونقهر كـل تجـار الخـراب

CONVERSATION

0 comments: