يا زارع الأصل عنوانا وتفتخرُ
ومُطعم الجذرَ أنساباً وتنتظرُ
وراكب الجهلَ بالأنساب تصبغه
وتأمل الركبَ للعليا وتقتدرُ
ما طال ركبك أو قامت منائره
أو أن زرعك فوق الأرض محتضرُ
كيف الوصول وهل للبذر منفلق
والحال أنت ببوق الأصل تستترُ
أن كنت تفخرُ بالأنساب مبتهجا
فالفخر بالنفس لا بالأصل يُفتخرُ
المرءُ فعلٌ إذا احسنت مسلكه
يعلوك قدراً وتعلو قدرك الدرر ُ
لا يُحمدُ الناس للأنساب إنْ نسبوا
بل يحمدون لأفعال إذا ذكروا
ويلٌ لقوم من الأنساب غايتهم
كسب المعالي وهم بالجهل قد خُبروا
يومُ الحساب فلا أنساب تنفعهم
أو ينقذ الأبُّ أبنا ما له وَزَرُ
الناسُ موتى بلا فعل يخلدهم
والمبدعون عناوينٌ وإنْ قبروا
يكفي اللبيبَ بدنيا الغدرعافيةٌ
والسعدُ فيها إذا الاشرارُ تندحرُ
إنّ الحياة لذي لب لمرحلة
إنْ طلت فيها علاك الكربُ والكدرُ
قد زُيّنت رغم ضيق العيش ماكرة
للغافلين وهم في ريعهم ضجرُ
الأمسُ ماض وعمرُ العبد لحظته
والصبحُ غيبٌ وكسبُ الناس ما بذروا
ما قيمة الهمّ والأرزاق مكفلة
والموتُ آت بميعاد فلا يذرُ
تقوى الجواد وفعل الصالحات هما
خيرُ الخصال لأهل العقل إنْ فخروا
جناتُ عدن لمن يحيى على ورع
ألخلدُ فيها وفيها للتقى ظفرُ
ما تشتهي النفسُ تعطى , والتقاة لهم
فيها مزيدٌ , وفيها الحورُ تنتظرُ
جناتٌ عدن بها الآلاءُ حاضرة
ما لم ترَ العينُ او تسمعْ بها بشرُ
لا خير يُرجى من الدنيا إذا قُضيت
بالمنكرات , وفيها الهمّ والقترُ
الصالحاتُ جبالٌ حين تقربها
لا يركب التّلَ إلا مَنْ له بصرُ
فالصالحاتُ نعيمٌ لا يطالعها
إلا الصبور وذو حظ فلا يزرُ
والصالحون قليلٌ حين تحسبهم
والمفسدون بلا عدٍ إذا ذكروا
لا تحسبنّ بأن الذّنب مستترٌ
إنّ الذنوبَ على أكتافنا صورُ
لا تعجبنّ من الدنيا إذا غدرت
فالبغضُ فيها وفيها الشرُ مقتدرُ
مهما علت ساريات الظلم في سُفن
لا بد يوما رياح البحر تندثر
إنْ طال قيدك والأقفاصُ مقفلة
لابد يوما به الأغلالُ تنكسرُ
لا بد يوما يسودُ الارضَ خيرتها
ويعتلي الفجرُ ليلا ما له سَحرُ
الأرضُ تورث للأخيار موعدة
والعدلُ فيها مع التوحيد منتصرُ
إن الشجاعة طيش دون تبصرة
وكم علاها بضعف الحال مبتصرُ
الرأي ينحي جيوشا قادها جهل
والفكر يغلب حين السيف ينكسرُ
الوضعُ والموتُ كالوجهين في ورِقٍ
ما بين هذا وذاك العسْرُ واليَسَرُ
عند الولادة أمّي جودها وسع
والجودُ فيها من الرحمن منهمرُ
في الجود تغرقني بالعطف تلبسني
هل جود أمّي كجود الله يعتبرُ
إنْ متّ يوما لجود الله مُرتحلي
والجودُ يجري عطاء ما له قدرُ
انت الجوادُ ومنك الجود منبعه
أنت الكريم لك الأكوان تفتقر
0 comments:
إرسال تعليق