ما زادني قولُ المديح جميلا = أو هزني نقدُ العذول جفيلا
فأنا أبن يعرب قد ملكت زمامها = قولا يطوفُ على القلوب نزيلا
كالنار فكري والوشاة وقودها = تعلو بحرق الحاقدين أثيلا
ما صدّ ضوء الشمس سودَ سحابهم = أو نال سهم الحاسدين نبيلا
شعري وان قصرت معالم سحره = يبقى بدنيا المبدعين أصيلا
قولي يطلّ على المراكب أنجما = ويحيل موج العاصفات ذلولا
يبقى يعانق في النفوس جميلها = ويكون فيها للصلاح دليلا
ما كان قولي للتقي مشوشا = أو كان في قلب الأديب دخيلا
ما كان قولي للجهالة منبتا = أو كان في لبس الكلام حليلا
ما ضر شعري ان يكون لصدقه = نثرا يشع دلالة وقبولا
يستل من عبق الرحيق عسالة = ويديرها للظامئين سبيلا
يشفي المواجع حين بات شفاءها = موت يمن على العليل جميلا
ما ضر طول الشعر يفرع للهدى = ويدق صوب العاليات طبولا
ما ضر طول الشعر يعلو يرتقي = ويفيض في لبناته التفصيلا
ينمو كأشجار ظليل ظلها = ما كان يرجو للكريم وصولا
قد صاغ قلبي واللسان محاكيا = حكماً تحاور رضعاً وكهولا
لا تأملن من الحكيم سفاهة = تهدي السراب وتغزلُ التضليلا
توحي الرذائل للجهول مناسكا = توحي العواء الى الهلوع هديلا
ان كان قولي حكمة , لا ترتجي = زيغ الكلام مرواغا معسولا
ما كان فرقان السماء بلاغة = أو كان شعرا يحسن التأويلا
بل كان هديا بالحروف معنونا = قد جاوزت في سبكها المعقولا
نهج البلاغة هل حوى في لبّه = شعرا وكان بشعره المسلولا ؟
بل كان حرفا في البلاغة آية = لم يأت منه العالمون مثيلا
سبحان من خلق اللغات ونطقها = وأتاحها للعالمين سبيلا
0 comments:
إرسال تعليق